ارتجال الرعاية الصحية بعد إعصار هايان .

الصورة: دينيس جاي سانتوس/إيرين
طبيبة تشير إلى غرفة طوارئ مدمرة في مستشفى بيثاني في مدينة تاكلوبان في أعقاب إعصار هايان
مانيلا,  21 نوفمبر 2013 (إيرين)
تظهر التقييمات المستمرة لمرافق الرعاية الصحية التي تضررت من إعصار هايان (المعروف محلياً باسم يولاندا)، الذي ضرب اليابسة في 8 نوفمبر في الفلبين، أن نحو 41 بالمائة، من المرافق الصحية، وغالبيتها من المستشفيات، لم تكن تعمل حتى تاريخ 19 نوفمبر، مما أجبر المرضى ومقدمي الخدمات على ارتجال الرعاية المنقذة للأرواح.

فقد تضرر ما لا يقل عن 117 مرفقاً صحياً في سبع مقاطعات وسط الفلبين جراء هذا الإعصار الذي صنف بأنه عاصفة من الفئة الخامسة. ومعظم هذه المنشآت هي مرافق الرعاية الصحية الأولية، المعروفة باسم وحدات بارانغاي الصحية (BHU)، والتي تلبي متطلبات الرعاية الصحية الأساسية للسكان، وفقاً لتقرير أصدرته وزارة الصحة مؤخراً.

وتقدر التكلفة الإجمالية للأضرار التي أصابت مرافق الرعاية الصحية في مقاطعات ليتي وأنتيك وإيلوإيلو وكابيز وأكلان وسيبو في منطقة فيساياس، وبالاوان في منطقة لوزون، بحوالي 5 ملايين دولار أمريكي، لكن وزارة الصحة ذكرت أن بعض المناطق لا تزال غير سالكة وبعيدة عن متناول فرق التقييم، مما يجعل هذا التقدير للأضرار والمعاناة البشرية تقديراً أولياً فقط.

مدمرة تماماً
ومن ضمن المستشفيات الـ 117 التي تم تقييمها، هناك 43 مستشفى مدمرة تماماً، معظمها في فيساياس الشرقية التي عانت من أسوأ رياح الإعصار التي بلغت سرعتها 315 كيلومتراً في الساعة. ولم تتمكن المستشفيات التي نجت من الإعصار من العمل خلال الأيام الأولى في أعقاب الإعصار لأن موظفي القطاع الصحي كانوا مشغولين بمداواة الجراح الخاصة بهم وبأسرهم.

والجدير بالذكر أن 10 ملايين شخص على الأقل قد تضرروا من إعصار هايان وقتل ما لا يقل عن 4,000 آخرين، استناداً إلى أحدث الأرقام الصادرة عن المجلس الوطني للحد من مخاطر الكوارث وإدارتها (NDRRMC).


ويجري حالياً إيواء ما يقرب من 400,000 شخص في نحو 1,500 مركز إجلاء، بينما يعيش أكثر من أربعة ملايين نازح آخرين مع أقاربهم أو أصدقائهم.

ارتجال أساليب الرعاية
وغالبا ما يقوم العاملون في مجال الصحة بأداء مهامهم وسط الأنقاض لمساعدة الأشخاص المحتاجين. وقال جيغام بيتروسيان، منسق الصحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) في الفلبين أن "عاملي الصحة المحليين قاموا بإنشاء منطقة أكثر أمناً لتلبية احتياجات السكان، ولكن الإمكانيات بسيطة نظراً لاختفاء الأجهزة والمعدات الطبية".

وقد ركزت اللجنة الدولية عملياتها في جزيرة سمر في فيساياس الشرقية، حيث ستستغرق عملية إعادة تأهيل المستشفيات الجامعية القادرة على التعامل مع الحالات الأكثر تعقيداً من ثلاثة إلى ستة أشهر، مما يجعل تعزيز مرافق الرعاية الصحية الأولية المحلية أمراً بالغ الأهمية. وقال بيتروسيان أن "هناك التزام بإعادة تأهيلها إلى مستوى ما قبل الإعصار. نريد تفعيل وحدات بارانغاي الصحية إلى مستويات قادرة على تلبية احتياجات السكان".

وقال إريك تاياغ، مساعد الوزير والناطق الرسمي باسم وزارة الصحة في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الحكومة تهدف لإصلاح أو إعادة بناء المرافق الصحية التي أصبحت خارج الخدمة نتيجة للإعصار في غضون سنة واحدة، وإنشاء مرافق "مؤقتة" حتى حينها.

وذكر بيتروسيان أنه قد تم تسجيل المزيد من الإصابات مع بدء أعمال إزالة الأنقاض في المناطق المنكوبة.
وقالت ناتاشا رايس، منسقة الطوارئ لدى منظمة أطباء بلا حدود (MSF) في مقابلة من مدينة سيبو في 18 نوفمبر أنه نتيجة للخدوش والجروح من المسامير، "التي داس عليها الناس ضمن حطام المباني"، أضحى التطعيم ضد الكزاز على رأس أولويات عمل الوكالة في جزر سمر وليتي وباناي.

وفي 19 نوفمبر، قامت منظمة أطباء بلا حدود بتشغيل ثلاث عيادات خارجية في جزيرة باناي في فيساياس الغربية، حيث دمر الإعصار العديد من القوارب، التي تعد الوسيلة الرئيسية للنقل في المنطقة الساحلية، وبالتالي فإنها الطريقة المعتادة لطلب الرعاية الصحية.

وقالت رايس، أن عدداً من الناجين من الإعصار ممن يعانون من الأمراض المزمنة قد ذكروا أن أدويتهم المديمة للحياة قد نفذت. كما أبلغ بعض المرضى عن "آلام غامضة" قد تكون ذات طبيعة نفسية.

وقالت رايس في بيان صدر مؤخراً: "الكثير من الناس مشغولون جداً في استيعاب ما حدث. فقد التقيت امرأة كانت قد فقدت ابنتها وأمها في الإعصار. قالت لي بصراحة أنها بكت عندما وقع الحادث، ولكن لم تبك منذ ذلك الحين. أعتقد أن الكثير من آثار الكارثة سيتأخر. وسيكون فريقنا مشغولاً لبعض الوقت".

المساعدات الدولية
وقال المدير التنفيذي للمجلس الوطني للحد من مخاطر الكوارث وإدارتها إدواردو ديل روزاريو في حديثه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الفرق الطبية الدولية قد ساعدت في سد الفجوة في مجال الرعاية المحلية. فقد "تم نقل الكثير من العاملين في مجال الصحة إلى الجزر المنكوبة جواً. وتم إنشاء وحدات صحية على أساس مؤقت.

كما توجد أيضاً حاملة الطائرات الأمريكية التي قامت بتنفيذ حتى العمليات الكبرى".

وكان لدى أطباء بلا حدود 160 موظفاً دولياً على الأرض بتاريخ 20 نوفمبر. ويجري إنشاء مستشفيات ميدانية من قبل الصليب الأحمر الكندي (بدعم من الصليب الأحمر في النرويج وهونغ كونغ)، وسلاح الجو الملكي الأسترالي والجيش الإسرائيلي. ويوجد لدى منظمة إنقاذ الطفولة فريق طبي واحد سيتم نشره قريباً بطائرة عمودية إلى جزر نائية أخرى.

وتشتمل الفرق الطبية الإضافية الاحتياطية على موظفين من كوريا وجنوب أفريقيا وروسيا وألمانيا واليابان وماليزيا.