هل اتفاق السلام في اليمن حقيقي؟

القدس, 11 أكتوبر 2015 (ASF - إيرين)
على الرغم من تعهد الحوثيين في اليمن رسميا الأسبوع الماضي بالالتزام بخطة السلام التي تمت بوساطة من الأمم المتحدة، إلا أن الرئيس عبد ربه منصور هادي يصفها بكونها مجرد "مناورة". 

من جانبه، وصف ستيفاني دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون، التعهد المكتوب الذي يحتوي على سبع نقاط، والذي ينص على انسحاب الحوثيين من الأراضي التي استولوا عليها، والتخلي عن الأسلحة، بكونه "خطوة هامة". 

وفيما يلي تستعرض شبكة الأنباء الإنسانية رأي الخبراء حول أهمية هذه الخطوة:
آدم بارون، باحث زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية 

"أعتقد أنه ينبغي علينا انتظار كيفية تكشف الأحداث. لقد وافق الحوثيون وحلفاؤهم [بما في ذلك مؤيدي الرئيس السابق على عبد الله صالح] على هذا من حيث المبدأ في السابق، ولكنهم لم يقوموا بخطوات تؤكد التزامهم". 


وأضاف: "لا شك أن العودة إلى العملية السياسية ستكون في مصلحة الجميع، لا سيما في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني عبر البلاد. وفي ظل تزايد حالة انعدام الثقة بين مختلف الفصائل في اليمن، إضافة إلى كميات الأسلحة الهائلة التي تتدفق على البلاد، سيظل الحديث عن مهمة جمع الفصائل الرئيسية من ميدان المعركة إلى طاولة المفاوضات أسهل من التنفيذ على أرض الواقع".


هشام العميسي، محلل سياسي مستقل مقيم في صنعاء


"يتساءل الجميع عما إذا كان الحوثيون سيلتزمون حقاً بالوفاء بالقرار رقم 2216 الصادر عن مجلس الأمن للأمم المتحدة، الذي يشكل الأساس لهذه الخطة. وقد سبق للحوثيين أن أكدوا التزامهم، ولكن الحكومة تضغط باتجاه الحصول على المزيد من الضمانات".


وتشير التصريحات الأخيرة للرئيس هادي إلى أنه قد "خفف من خطابه قليلاً... حيث يبدو أن الحكومة بدأت تشعر أنها في مأزق بسبب إصرارها المتكرر على عدم إجراء أية محادثات إلى ان يتم الوفاء بهذا القرار. والآن تجد نفسها في وضع حرج... وهي لا تريد أن يُنظر إليها على أنها دُفعت إلى ذلك دفعاً أو تم إرغامها بالقوة".

إن "هذا الخلاف والتبارز السياسي مستمر منذ بعض الوقت، ولكن ما يحدث في صنعاء غير مهم حقاً، بل ما يهم هو ما يقوله السعوديون".

أسامة الفقيه، باحث وناشط في مجال حقوق الإنسان 


"التوصل إلى حل سياسي في اليمن أمر مهم، وعلى الرغم من أن الحوثيين أعلنوا قبولهم لمحادثات السلام والالتزام بقرارات مجلس الأمن، إلا أنه من الضرورة القيام بالعديد من الخطوات على أرض الواقع [لكي يتحقق السلام]. لقد قام الحوثيون منذ أن أصبحوا يشكلون سلطة فعلية في اليمن، بارتكاب انتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان".


وأضاف الفقيه: "جزء من الانخراط في محادثات السلام هو احترام حقوق الإنسان" مشيراً إلى أن اعتقال السياسيين والصحفيين والقيود المفروضة على وسائل الإعلام هي من بين الانتهاكات. وأضاف: "[إذا كان الحوثيون لا يحترمون حقوق الإنسان، فإن هذا التعهد لا يعدو كونه تكتيكاً عسكرياً، لا أكثر ولا أقل من ذلك]".


ما هي المخاطر؟


لقد لقي أكثر من 5000 شخص مصرعهم، بما في ذلك أكثر من 2,300 من المدنيين، منذ بدء التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية شن ضرباته الجوية في شهر مارس في محاولة للإطاحة بالحوثيين من السلطة. 


ولا يزال الحوثيون، المتحالفون مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح،   الذي حكم اليمن لمدة 33 عاماً إلى أن تنازل عن السلطة إلى هادي في عام 2012، يسيطرون على العاصمة صنعاء وأجزاء أخرى من البلاد. 


وكانت منظمة العفو الدولية قد قالت يوم الأربعاء أنها اكتشفت أدلة على ارتكاب التحالف الذي تقوده السعودية لجرائم حرب، ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا لوقف تصدير القنابل والطائرات المقاتلة إلى السعودية وشركائها.

   
وعاد هادي، الذي ما زال الرئيس المعترف به دوليا، إلى اليمن للمرة الأولى بعد ستة أشهر (قضاها في المنفى في المملكة العربية السعودية) في 22 سبتمبر، وقام بزيارة عدن، معقله الجنوبي. 

وأحرزت قوات هادي، مدعومة بآلاف المقاتلين من قوات دول الخليج العربية ومساندة جوية من التحالف، تقدما كبيرا في الأسابيع الأخيرة، وتمكنت من دفع الحوثيين، الذين يتهمهم هادي بكونهم عملاء لإيران، إلى طاولة المفاوضات.


وتجدر الإشارة إلى أن اليمن يعاني من أزمة إنسانية منذ فترة طويلة قبل اندلاع هذا الصراع المحتدم. ويرى الكثيرون أن الوضع بائس وأن ضخ مئات الملايين من الدولارات في إطار المعونة المتعهد بها لمساعدة اليمن على التعافي لن يفيد كثيرا ما لم يكن هناك سلام حقيقي على الأرض. 


انظر: اقصفها، ثم اصلحها: المساعدات السعودية لليمن 


من جهته، قال دوجاريك أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، سوف "يذهب إلى المنطقة ويحاول ترجمة ما يقال إلى شيء ملموس. 


دعونا نراقب الوضع.