الصورة: ج. بيورغفينسون/المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
|
صنعاء, 15 أبريل 2013 (إيرين)
تقوم أعداد قياسية من المهاجرين من منطقة القرن الأفريقي بالعبور إلى اليمن بحثاً عن حياة جديدة. وبينما يسعى معظمهم للعثور على فرص أفضل في المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج الغنية، لا يتمكن الكثير منهم من مواصلة رحلتهم أبعد من ذلك. وأثناء سعيهم لتحسين حياتهم، يصبح العديد منهم في نهاية المطاف ضحايا مخطط تهريب مصمم لاستغلال المهاجرين في كل منعطف من رحلتهم. وفي السنوات الأخيرة، شكل الإثيوبيون الغالبية من هؤلاء المهاجرين: فمن بين 107,000 مهاجر مسجل عبروا البحر الأحمر/خليج عدن إلى اليمن في عام 2012، كان حوالي 80,000 منهم من إثيوبيا.
الصورة: كيسي كومبس/إيرين
مارتا، في منتصف الثلاثينات من عمرها، من ديري داوا، شرق إثيوبيا
مارتا، في منتصف الثلاثينات من عمرها، من ديري داوا، شرق إثيوبيا:
تقول مارتا أنها هربت من إثيوبيا عام 2010 عندما اتهمت هي وعائلتها بدعم جبهة تحرير أورومو، وهي مجموعة تعتبرها الدولة إرهابية: "قالت الحكومة، 'أنتم تتبعون حزب جبهة تحرير أورومو'، وطردتنا من البلاد. ولا أعرف أين انتهى المطاف بعائلتي.
قضيت سنة ونصف في جيبوتي، حيث أنجبت ابنتي. وبعد اختفاء والدها، رحلنا إلى اليمن. دفعت لأحد السماسرة 10,000 فرنك جيبوتي [حوالي 55 دولاراً] مقابل السفر مع 15 آخرين على متن قارب من جيبوتي إلى اليمن.
كان عبورنا للبحر الأحمر أثناء الليل هادئاً حتى النهاية، وعندما اقتربنا من الساحل اليمني، ألقى بنا مالك القارب، الذي كان شريكاً في عملية التهريب، في البحر. لم يكن أحد يجيد السباحة إذ لا يوجد بحر في إثيوبيا وإنما بعض البحيرات فقط. كان السماسرة والبلطجية التابعون لهم ينتظروننا عندما وصلنا إلى الشاطئ. قاموا باغتصابي والنساء الأخريات، وأنا الآن حامل في الشهر التاسع بسبب تلك الليلة.
عندما وصلت إلى صنعاء، كنت متعبة وقررت البقاء. عملت لمدة سبعة أشهر كخادمة، لكنني لا أستطيع العمل الآن بسبب الحمل، ولذلك ليس لدي أي دخل. ويقوم المهاجرون [الإثيوبيون] من المجتمع المحلي في صنعاء بإعالتي.
أرغب في معالجة مشاكلي، لكنني الآن حامل وأشعر بالتعب. أنفق كل ما أملك من مال على ابنتي، وهذا يجعلني منهكة. لكنني سأنجح في يوم من الأيام".
عليمة، 18 عاماً من ميسو، شرق إثيوبيا:
قضيت سنة ونصف في جيبوتي، حيث أنجبت ابنتي. وبعد اختفاء والدها، رحلنا إلى اليمن. دفعت لأحد السماسرة 10,000 فرنك جيبوتي [حوالي 55 دولاراً] مقابل السفر مع 15 آخرين على متن قارب من جيبوتي إلى اليمن.
كان عبورنا للبحر الأحمر أثناء الليل هادئاً حتى النهاية، وعندما اقتربنا من الساحل اليمني، ألقى بنا مالك القارب، الذي كان شريكاً في عملية التهريب، في البحر. لم يكن أحد يجيد السباحة إذ لا يوجد بحر في إثيوبيا وإنما بعض البحيرات فقط. كان السماسرة والبلطجية التابعون لهم ينتظروننا عندما وصلنا إلى الشاطئ. قاموا باغتصابي والنساء الأخريات، وأنا الآن حامل في الشهر التاسع بسبب تلك الليلة.
عندما وصلت إلى صنعاء، كنت متعبة وقررت البقاء. عملت لمدة سبعة أشهر كخادمة، لكنني لا أستطيع العمل الآن بسبب الحمل، ولذلك ليس لدي أي دخل. ويقوم المهاجرون [الإثيوبيون] من المجتمع المحلي في صنعاء بإعالتي.
أرغب في معالجة مشاكلي، لكنني الآن حامل وأشعر بالتعب. أنفق كل ما أملك من مال على ابنتي، وهذا يجعلني منهكة. لكنني سأنجح في يوم من الأيام".
عليمة، 18 عاماً من ميسو، شرق إثيوبيا:
الصورة: كيسي كومبس/إيرين
عليمة، 18 عاماً من ميسو، شرق إثيوبيا
دفعت لأحد السماسرة 20,000 فرنك جيبوتي [حوالي 110 دولارات] لكي يأخذني إلى جزيرة هايو، حيث كنا سنركب قارباً إلى اليمن، لكن بلطجية أسرونا وطلبوا المزيد من المال عندما وصلنا إلى هايو. ولأنني لم أكن أملك أي نقود، قاموا باغتصابي. تعرض الرجال الذين لم يكن لديهم مال للضرب، والنساء للاغتصاب. وفي نهاية المطاف، اتصلت بأسرتي وأقنعتهم بإرسال 200 دولار.
وصلنا إلى اليمن، شمال مضيق باب المندب، في قارب يحمل 120 شخصاً، وتم بعدها تسليمنا إلى المهربين اليمنيين الذين يسيطرون على هذا الجزء من البلاد. اغتصب رجال العصابات معظم النساء وعذبوا وضربوا الرجال لابتزاز المزيد من المال.
إنهم يبيعون النساء اللائي لا يستطعن دفع المزيد من المال إلى وسطاء آخرين يرسلونهن للعمل كخادمات في المنازل اليمنية. وقد اشتراني سمسار وأرسلني إلى رداع، حيث عملت في تنظيف المنازل لمدة ثلاثة أشهر.
أحبني رجل ودفع مبلغاً من المال لإطلاق سراحي وتزوجني. كان يقيم في رداع ويعمل في مزرعة قات ويقوم بتربية المواشي. انتقلنا إلى صنعاء قبل شهرين حيث يعمل زوجي عامل نظافة في مطعم بينما أعمل أنا خادمة.
أرغب في الذهاب إلى بلد أفضل إذا توفرت لي الفرصة، أو إذا كسبت بعض المال، أو في حال ازداد الوضع سوءاً في اليمن".
مسفن، 38 عاماً، من ديسي، شمال وسط إثيوبيا:
الصورة: كيسي كومبس/إيرين
مسفن، 38 عاماً، من ديسي، شمال وسط إثيوبيا
"ولدت يتيماً في إثيوبيا، ونشأت هناك. لم يكن لدي أسرة أو أحد يساعدني. كانت الحياة مملة، ولذلك قررت الاستكشاف.
سافرت لمدة خمسة أيام في حافلات وقطارات واختبأت على متن شاحنات ثقيلة قبل وصولي إلى الحدود مع جيبوتي. كان باستطاعتي السفر عبر صحراء ويلو مباشرة إلى البحر الأحمر، لكنها رحلة خطيرة للغاية، ومعظم الناس يقضون حياتهم هناك.
دفعت للسماسرة 1,000 بر إثيوبي [حوالي 50 دولاراً]. كان من المفترض أن يغطي هذا المبلغ الرحلة من إثيوبيا إلى اليمن بأكملها، لكنني اضطررت لدفع 400 بر إثيوبي [20 دولاراً] إضافية في هايو.
عبرنا البحر الأحمر في قارب صيد صغير حمل نحو 80 شخصاً. وبينما كنا نصعد على متنه، سمعت السماسرة يتصلون برجال عبد القوي*، الذين قالوا أنهم مستعدون لاستقبالهم قرب المخاء. وبعد حوالي خمس ساعات، وصلنا إلى اليابسة وبدأ أفراد عصابة عبد عبدالقوي يضربون الرجال الذين حاولوا الفرار واغتصاب معظم النساء على الشاطئ.
أخذوني مع بعض الرجال والنساء إلى مركز احتجاز، حيث قاموا بتعذيبهم حتى تم تحويل المال. كان المبنى مثل السجن، ولا يحصل أحد على مساعدة إلا بعد أن يرسل إليه شخص ما بعض المال. وتم اغتصاب النساء هناك. تعرضت للاعتقال والتعذيب لمدة خمسة أيام. وفي الليلة الخامسة، فكوا وثاقي لأنني كنت مسؤولاً عن إطعام الآخرين، فتمكنت من الهرب.
انتهى بي الحال في الشارع الرئيسي في المخاء وحصلت على توصيلة إلى تعز في يوم واحد. دفع أحد المهاجرين الإثيوبيين بعض المال لكي آتي إلى صنعاء، حيث أمكث منذ خمسة أيام. أريد أن أعمل هنا وأكسب بعض المال، ثم أعود إلى إثيوبيا للبحث عن أقاربي".
ياسين، 23 عاماً من أديس أبابا، إثيوبيا:
سافرت لمدة خمسة أيام في حافلات وقطارات واختبأت على متن شاحنات ثقيلة قبل وصولي إلى الحدود مع جيبوتي. كان باستطاعتي السفر عبر صحراء ويلو مباشرة إلى البحر الأحمر، لكنها رحلة خطيرة للغاية، ومعظم الناس يقضون حياتهم هناك.
دفعت للسماسرة 1,000 بر إثيوبي [حوالي 50 دولاراً]. كان من المفترض أن يغطي هذا المبلغ الرحلة من إثيوبيا إلى اليمن بأكملها، لكنني اضطررت لدفع 400 بر إثيوبي [20 دولاراً] إضافية في هايو.
عبرنا البحر الأحمر في قارب صيد صغير حمل نحو 80 شخصاً. وبينما كنا نصعد على متنه، سمعت السماسرة يتصلون برجال عبد القوي*، الذين قالوا أنهم مستعدون لاستقبالهم قرب المخاء. وبعد حوالي خمس ساعات، وصلنا إلى اليابسة وبدأ أفراد عصابة عبد عبدالقوي يضربون الرجال الذين حاولوا الفرار واغتصاب معظم النساء على الشاطئ.
أخذوني مع بعض الرجال والنساء إلى مركز احتجاز، حيث قاموا بتعذيبهم حتى تم تحويل المال. كان المبنى مثل السجن، ولا يحصل أحد على مساعدة إلا بعد أن يرسل إليه شخص ما بعض المال. وتم اغتصاب النساء هناك. تعرضت للاعتقال والتعذيب لمدة خمسة أيام. وفي الليلة الخامسة، فكوا وثاقي لأنني كنت مسؤولاً عن إطعام الآخرين، فتمكنت من الهرب.
انتهى بي الحال في الشارع الرئيسي في المخاء وحصلت على توصيلة إلى تعز في يوم واحد. دفع أحد المهاجرين الإثيوبيين بعض المال لكي آتي إلى صنعاء، حيث أمكث منذ خمسة أيام. أريد أن أعمل هنا وأكسب بعض المال، ثم أعود إلى إثيوبيا للبحث عن أقاربي".
ياسين، 23 عاماً من أديس أبابا، إثيوبيا:
الصورة: كيسي كومبس/إيرين
ياسين، 23 عاماً من أديس أبابا، إثيوبيا
"لم تكن لدي أية مشاكل سياسية في إثيوبيا، لكنني كنت أعاني من بعض المشاكل الاقتصادية. أنا من عائلة فقيرة في أديس أبابا: ليس لدي أب، لدي فقط والدتي والكثير من الإخوة والأخوات. ذهبت إلى اليمن متخيلاً أنني سأعيش حياة أفضل لأن أمي لا تستطيع أن تعيلنا.
اختبأت على متن قطار من أديس أبابا إلى حدود جيبوتي، وسافرنا من هناك إلى هايو في سيارة لاند كروزر. وقد دفعت لأحد السماسرة 1,000 بر إثيوبي [حوالي 50 دولاراً] مقابل الرحلة بأكاملها.
وبعد أسبوع من الانتظار في جيبوتي، ذهبنا في قارب صيد مكتظ إلى اليمن كان يحمل 45 شخصاً على متنه. وقبل بدء رحلتنا التي استغرقت أربع ساعات ونصف، غادر قارب آخر قبلنا كان من المفترض أن يتسع لنحو 25 شخصاً لكن 50 شخصاً تكدسوا بداخله فغرق بعد وقت قصير من رحيله. كنا نسمع صراخهم بينما كانوا يغرقون في الليل. وعندما ألقى البحر بجثثهم على الشاطئ، قمنا بدفنهم قبل مغادرتنا. وخلال هذه الرحلة في الليل حالك السواد، قابلتنا سفينة بدت وكأنها جزيرة لأنها كانت ضخمة للغاية. ملأت الأمواج قاربنا بالماء وكاد القارب ينقلب. ثم وصلنا إلى مكان بالقرب من باب المندب.
لم يكن الوصول إلى اليابسة مخيفاً لأنهم أنزلونا في مكان قريب جداً من الشاطئ. وبينما كنا نخوض في المياه نحو الشاطئ، بدأ بلطجية عبدالقوي يطلقون أعيرة نارية في الهواء لإرهاب أولئك الذين كانوا يحاولون الهرب. وضعونا في شاحنات وأخذونا إلى مراكز الاحتجاز للاستيلاء على المال. ولأنني أعرف لهجات مختلفة، عملت كمترجم وأفرجوا عني مع أولئك الذين دفعوا. رأيتهم يغتصبون النساء، ويعلقون الرجال من أيديهم ويضربونهم بقضبان معدنية ومواسير شديدة السخونة؛ كما أطلقوا النار على أصابع اليدين والقدمين، وغرسوا شظايا معدنية ساخنة في عيونهم وسكبوا البلاستيك المغلي على أجسادهم.
سافرت لمدة يوم واحد في سيارة هايلكس إلى حرض على الحدود السعودية، ورأيت نفس الضرب والاغتصاب من أجل الابتزاز طوال الستة أشهر التي قضيتها هناك. وكما ترون، لا يوجد عمل في اليمن، ولذلك فإنني أخطط للمغادرة إلى أي مكان وبأية وسيلة".
* تم حجب الأسماء الكاملة
* أشار معظم المهاجرين إلى عبد القوي كاسم للعصابات اليمنية التي نفذت الانتهاكات، على الرغم من أن أصل هذا الاسم غير واضح
اختبأت على متن قطار من أديس أبابا إلى حدود جيبوتي، وسافرنا من هناك إلى هايو في سيارة لاند كروزر. وقد دفعت لأحد السماسرة 1,000 بر إثيوبي [حوالي 50 دولاراً] مقابل الرحلة بأكاملها.
وبعد أسبوع من الانتظار في جيبوتي، ذهبنا في قارب صيد مكتظ إلى اليمن كان يحمل 45 شخصاً على متنه. وقبل بدء رحلتنا التي استغرقت أربع ساعات ونصف، غادر قارب آخر قبلنا كان من المفترض أن يتسع لنحو 25 شخصاً لكن 50 شخصاً تكدسوا بداخله فغرق بعد وقت قصير من رحيله. كنا نسمع صراخهم بينما كانوا يغرقون في الليل. وعندما ألقى البحر بجثثهم على الشاطئ، قمنا بدفنهم قبل مغادرتنا. وخلال هذه الرحلة في الليل حالك السواد، قابلتنا سفينة بدت وكأنها جزيرة لأنها كانت ضخمة للغاية. ملأت الأمواج قاربنا بالماء وكاد القارب ينقلب. ثم وصلنا إلى مكان بالقرب من باب المندب.
لم يكن الوصول إلى اليابسة مخيفاً لأنهم أنزلونا في مكان قريب جداً من الشاطئ. وبينما كنا نخوض في المياه نحو الشاطئ، بدأ بلطجية عبدالقوي يطلقون أعيرة نارية في الهواء لإرهاب أولئك الذين كانوا يحاولون الهرب. وضعونا في شاحنات وأخذونا إلى مراكز الاحتجاز للاستيلاء على المال. ولأنني أعرف لهجات مختلفة، عملت كمترجم وأفرجوا عني مع أولئك الذين دفعوا. رأيتهم يغتصبون النساء، ويعلقون الرجال من أيديهم ويضربونهم بقضبان معدنية ومواسير شديدة السخونة؛ كما أطلقوا النار على أصابع اليدين والقدمين، وغرسوا شظايا معدنية ساخنة في عيونهم وسكبوا البلاستيك المغلي على أجسادهم.
سافرت لمدة يوم واحد في سيارة هايلكس إلى حرض على الحدود السعودية، ورأيت نفس الضرب والاغتصاب من أجل الابتزاز طوال الستة أشهر التي قضيتها هناك. وكما ترون، لا يوجد عمل في اليمن، ولذلك فإنني أخطط للمغادرة إلى أي مكان وبأية وسيلة".
* تم حجب الأسماء الكاملة
* أشار معظم المهاجرين إلى عبد القوي كاسم للعصابات اليمنية التي نفذت الانتهاكات، على الرغم من أن أصل هذا الاسم غير واضح