سيناء, 11 ديسمبر 2013 (إيرين)
أشاد الكثير من المصريين بحملة "مكافحة الإرهاب" التي تشنها السلطات في شبه جزيرة سيناء النائية، ويرون أنها معركة ضرورية ضد المتشددين الذين زادت هجماتهم ضد الأجهزة الأمنية في الأشهر الأخيرة، في أعقاب الاطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.
ولكن خلال رحلة إلى المنطقة في منتصف شهر أكتوبر الماضي، استمعت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى شهادات من المدنيين حول المنازل التي دُمرت بصورة غير مشروعة، وحالات القتل العرضي وتعطل الحياة الاقتصادية اليومية بالكامل. ويقول العديد من المدنيين أنهم يشعرون بأنهم عالقون بين قوات الأمن من جهة والجماعات المتشددة المسلحة من جهة أخرى.أشاد الكثير من المصريين بحملة "مكافحة الإرهاب" التي تشنها السلطات في شبه جزيرة سيناء النائية، ويرون أنها معركة ضرورية ضد المتشددين الذين زادت هجماتهم ضد الأجهزة الأمنية في الأشهر الأخيرة، في أعقاب الاطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.
ويقول الشيخ عبد الله غالي عتيق، وهو قاض يحكم بالقانون العرفي من قبيلة السواركة، في قرية شبانة التي تقع في شمال شرق سيناء، أن أهل سيناء "عالقون بين الجيش، الذي لا يريد أن يُنتقد، والمتشددين، الذين قد يقتلونك إذا قدمت معلومات إلى الجيش".
ووفقاً لإحصاء أجرته شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) استناداً إلى مقابلات مع السكان وأفراد العائلات، قُتل 20 مدنياً على الأقل بطريق الخطأ بين شهري يوليو، الذي بدأت فيه حملة مكافحة الإرهاب، وأكتوبر. وحدث كل هذا في مثلث تبلغ مساحته حوالي 1,000 كيلومتر مربع بين مدن العريش ورفح والشيخ زويد، في الركن الشمالي الشرقي من محافظة شمال سيناء، بجوار الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة. وقد قُتل هؤلاء جميعاً في عمليات عسكرية أو هجمات شنها المتشددون أو إطلاق نار عند نقاط التفتيش خلال فترة حظر التجول.
مهمشة
وقد عانت شبه جزيرة سيناء، التي يتكون معظمها من شريط من الصحراء الجرداء تبلغ مساحته 60,000 كيلومتر مربع إلى الشرق من الجزء الرئيسي من مصر، من التهميش منذ فترة طويلة من جانب السلطات في العاصمة القاهرة. وقد تم تأجيل أو تأخير خطط التنمية المختلفة في سيناء منذ أن استعادت مصر السيطرة على المنطقة في عام 1982، بعد 15 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي. ويعتمد سكان الجزء الشمالي من سيناء، وهم من البدو، في الغالب على التهريب، وكثيراً ما يدخلون في صدامات مع قوات الأمن.
وعلى مر السنين، بسطت الجماعات الجهادية نفوذها في المنطقة عن طريق اللعب على المظالم المحلية، وضعفت سلطة شيوخ القبائل. وزادت حدة التشدد في سيناء في عام 2011، بعد انتشار الجماعات الإجرامية والجهادية المسلحة التي استغلت الفراغ الأمني الذي أعقب الإطاحة برجل مصر القوي حسني مبارك في ثورة شعبية.
وقد ازداد هذا النفوذ كثافة بعد أن أطاح انقلاب عسكري حظي بدعم ملايين المصريين بمرسي، أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي في مصر، يوم 3 يوليو. وقد اتهمت السلطات الجهاديين، الذين تقول أنهم على علاقة بجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، بتكثيف الهجمات التي تستهدف رجال الشرطة والجنود في سيناء.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة وسعت نطاق حملتها الأمنية بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية في القاهرة في شهر سبتمبر الماضي والتي قامت بها إحدى الجماعات المتشددة الجديدة في سيناء، وهي جماعة أنصار بيت المقدس.
الضعف بسبب عدم الاستقرار في المنطقة
كما تأثرت سيناء بالتطورات الإقليمية، لاسيما تدفق الأسلحة من ليبيا في أعقاب الحرب الأهلية واستمرار عدم الاستقرار هناك، وحكم حركة حماس في قطاع غزة المجاور، الذي يعتمد بقاؤه على تجارة الأسلحة غير المشروعة والتهريب عبر الأنفاق المؤدية إلى مصر.
ومن الجدير بالذكر أن بعض سكان سيناء يعلنون عن إيمانهم المطلق بالعمليات التي تقوم بها الحكومة لمكافحة الإرهاب، في حين يتشكك آخرون في الادعاء بأن الجماعات الجهادية تشكل تهديداً في المقام الأول، ويصدقون نظرية المؤامرة التي تتهم القاهرة بتدبير تلك الهجمات لتبرير الحملة القمعية في منطقة مضطربة تاريخياً.
وأياً كانت الحقيقة، يعيش العديد من المدنيين في المنطقة الآن في حالة من الخوف. وقد تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى 14 أسرة، بلغ بمعظمهم الخوف أنهم رفضوا الكشف عن أسمائهم. وتعتمد هذه السلسلة التي تتكون من أربعة أجزاء إلى حد كبير على شهاداتهم، وشهادات زعماء البدو ونشطاء من سيناء ومسؤولي الأمن الذين كانت لديهم الرغبة في الإدلاء بتصريحات رسمية.
مهمشة
وقد عانت شبه جزيرة سيناء، التي يتكون معظمها من شريط من الصحراء الجرداء تبلغ مساحته 60,000 كيلومتر مربع إلى الشرق من الجزء الرئيسي من مصر، من التهميش منذ فترة طويلة من جانب السلطات في العاصمة القاهرة. وقد تم تأجيل أو تأخير خطط التنمية المختلفة في سيناء منذ أن استعادت مصر السيطرة على المنطقة في عام 1982، بعد 15 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي. ويعتمد سكان الجزء الشمالي من سيناء، وهم من البدو، في الغالب على التهريب، وكثيراً ما يدخلون في صدامات مع قوات الأمن.
وعلى مر السنين، بسطت الجماعات الجهادية نفوذها في المنطقة عن طريق اللعب على المظالم المحلية، وضعفت سلطة شيوخ القبائل. وزادت حدة التشدد في سيناء في عام 2011، بعد انتشار الجماعات الإجرامية والجهادية المسلحة التي استغلت الفراغ الأمني الذي أعقب الإطاحة برجل مصر القوي حسني مبارك في ثورة شعبية.
وقد ازداد هذا النفوذ كثافة بعد أن أطاح انقلاب عسكري حظي بدعم ملايين المصريين بمرسي، أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي في مصر، يوم 3 يوليو. وقد اتهمت السلطات الجهاديين، الذين تقول أنهم على علاقة بجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، بتكثيف الهجمات التي تستهدف رجال الشرطة والجنود في سيناء.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة وسعت نطاق حملتها الأمنية بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية في القاهرة في شهر سبتمبر الماضي والتي قامت بها إحدى الجماعات المتشددة الجديدة في سيناء، وهي جماعة أنصار بيت المقدس.
الضعف بسبب عدم الاستقرار في المنطقة
كما تأثرت سيناء بالتطورات الإقليمية، لاسيما تدفق الأسلحة من ليبيا في أعقاب الحرب الأهلية واستمرار عدم الاستقرار هناك، وحكم حركة حماس في قطاع غزة المجاور، الذي يعتمد بقاؤه على تجارة الأسلحة غير المشروعة والتهريب عبر الأنفاق المؤدية إلى مصر.
ومن الجدير بالذكر أن بعض سكان سيناء يعلنون عن إيمانهم المطلق بالعمليات التي تقوم بها الحكومة لمكافحة الإرهاب، في حين يتشكك آخرون في الادعاء بأن الجماعات الجهادية تشكل تهديداً في المقام الأول، ويصدقون نظرية المؤامرة التي تتهم القاهرة بتدبير تلك الهجمات لتبرير الحملة القمعية في منطقة مضطربة تاريخياً.
وأياً كانت الحقيقة، يعيش العديد من المدنيين في المنطقة الآن في حالة من الخوف. وقد تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى 14 أسرة، بلغ بمعظمهم الخوف أنهم رفضوا الكشف عن أسمائهم. وتعتمد هذه السلسلة التي تتكون من أربعة أجزاء إلى حد كبير على شهاداتهم، وشهادات زعماء البدو ونشطاء من سيناء ومسؤولي الأمن الذين كانت لديهم الرغبة في الإدلاء بتصريحات رسمية.
لمعرفة المزيد عن التمرد في سيناء وتاريخ تهميشها، راجع هذا التقرير الصادر في عام 2012 عن منظمة تشاتام هاوس، والذي يقدم عرضاً ممتازاً للتطورات الأخيرة في المنطقة.
وهذه مذكرة سياسة أصدرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في عام 2012 تلقي نظرة فاحصة على الجماعات المسلحة الناشئة في المنطقة.
وهذا التقرير الذي أصدرته مجموعة الأزمات الدولية في عام 2007، رغم أنه قديم، يدرس المشاكل الطويلة الأجل المتعلقة بدمج سيناء في مصر.
وهذه المقالة، التي كتبها رئيس تحرير صحيفة الأهرام ابدو التي تصدر باللغة الفرنسية عن دار نشر مصرية مرتبطة بالحكومة، تقدم ملخصاً جيداً عن المتشددين في سيناء وما يحفزهم.
ولا يستطيع سوى عدد قليل من الصحفيين العمل في سيناء. هذه المقالات التي نُشرت في صحف الأخبار، وسليت، ونيويورك تايمز، والسياسة الخارجية، وماكلاتشي تعتبر من المقالات القليلة التي تدرس التطورات الأخيرة في سيناء على أرض الواقع.
للحصول على أحدث التقارير عن سيناء بشكل منتظم، اتبع الناشط إسماعيل الاسكندراني على موقع فيسبوك أو على مدونته. ويمكن للقراء أيضاً إلقاء نظرة على شبكة رصد الإخبارية. كما تنشر المدونة ريهام عبد العزيز تقريراً موجزاً عن سيناء يومياً، ويرسل محمد صبري، وهو صحفي مقيم في العريش، تغريدات من الحساب التالي: @muhamedsabry.
وهذه الخريطة التفاعلية التي أعدتها قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات في سيناء هي أيضاً مصدر مفيد للمعلومات.