دولة واحدة فقط من بين خمس دول تنفذ بالكامل مدونة منظمة الصحة العالمية بشأن الرضاعة الطبيعية .

منظمة الصحة العالمية تطلق تقريرا جديدا حول مدى تنفيذ المدونة الدولية المتعلقة بالرضاعة الطبيعية

 أطلقت منظمة الصحة العالمية تقريرا جديدا اليوم حول مدى تنفيذ المدونة الدولية المتعلقة بالرضاعة الطبيعية، تدعو فيه إلى السيطرة على السوق وعلى الحملات الدعائية التي تروج لبدائل لبن الأم. فيما يلي مزيد من التفاصيل.

37 بلدا، أو 19٪ من البلدان التي تقدم تقارير إلى منظمة الصحة العالمية تنفذ بالكامل جميع التوصيات الواردة في المدونة الدولية لتسويق بدائل لبن الأم، وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية الجديد حول الرضاعة الطبيعية.
والتقرير الذي يأتي بالتزامن مع أسبوع الرضاعة العالمي الذي يبدأ من الأول من آب/أغسطس وحتى السابع منه، يشدد على أن
الرضاعة الطبيعية هي أفضل مصدر لتغذية الرضع والأطفال الصغار وواحدة من أكثر الطرق فعالية لضمان صحة الطفل وبقائه على قيد الحياة:
"تحتاج الأمهات إلى الدعم في المنزل من قبل الأباء وجميع أفراد الأسرة، وتحتاج إلى الدعم في مراكز العمل والمرافق الصحية وفي المجتمعات ككل. لماذ تحتاج الأمهات إلى الدعم؟ حتى يتمكنّ من تطبيق الممارسات الغذائية المناسبة. فإذا تمت تغذية الأطفال بالشكل المناسب، فسيتم إنقاذ مئتين وعشرين ألف حياة كل عام."
هذا ما شرحته الدكتورة كارمن كازانوفا، خبيرة الرضاعة الطبيعية بقسم التغذية بمنظمة الصحة العالمية للصحة في مؤتمر صحفي بجنيف. كازانوفا أفادت بأن جميع الأمهات تقريبا قادرت جسديا على الإرضاع من الثدي، وسيقمن بذلك إذا توفر لهن الدعم والمعلومات الدقيقة. ولكنها أضافت أنه في كثير من الحالات، تثبط عزيمة النساء، ويضلَلن بالاعتقاد أنهن يعطون أطفالهن بداية أفضل في الحياة عن طريق شراء بدائل تجارية.
ومن هنا شددت الدكتورة كازانوفا على أهمية المدونة الدولية لتنظيم تسويق بدائل لبن الأم. وعن هذه المدونة قالت كازانوفا:
"المدونة الدولية هي سياسة تساعد الأمهات وتحميهن ضد حملات تسويق بدائل لبن الأم. وكتعريف لها، نقول إن "البدائل" هي عبارة عن غذاء بديل للبن الأم وكل الأغذية البديلة والقناني والأجهزة الأخرى التي تساعد على استخدام اللبن البديل. نحن نتحدث هنا عن السيطرة على السوق وليس عن منع استخدام اللبن البديل. وفي التقرير الذي نطلقه، نبين أن بلدا واحدا فقط من أصل خمسة بلدان يطبق بالكامل المدنة الدولية."
وغالبا ما تغمر الأمهات بمعلومات غير صحيحة ومنحازة وذلك بشكل مباشر من خلال الإعلانات والادعاءات وحزم المعلومات ومندوبي المبيعات، -وبشكل غير مباشر من خلال نظام الصحة العامة.
وذكرت الخبيرة بمنظمة الصحة العالمية أن توزيع "مواد تعليمية" عن الرضاعة الطبيعية التي تنتجها الشركات المصنعة لحليب الأطفال يكون لها تأثير سلبي على الرضاعة الطبيعية الخالصة وخاصة على الأمهات الجدد اللواتي ليست لديهن الخبرة والمعلومات الكافية. كما أن توزيع عينات من حليب الأطفال لديه أيضا تأثير سلبي على الرضاعة الطبيعية. من هنا، أوضحت كازانوفا، أهمية تطبيق جميع التوصيات الواردة في المدونة، وهي:
"يجب على الدول أولا أن تحظر تماما الدعاية لبدائل لبن الأم؛ وأن تحظر تماما توزيع عينات مجانية من بدائل اللبن في المرافق الصحية؛ أن تحظر تماما أي نوع من الهدايا من الشركات المصنعة ذات الصلة إلى العاملين في مجال الصحة، بما في ذلك رحلة إلى مكان ما. وتتضمن المدونة أيضا قوانين حول كيفية تسمية بديل لبن الأم؛ ونظام رصد تنفيذ المدونة."
   
ويوفر حليب الثدي جميع العناصر المغذية التي يحتاجها الرضع للنمو بطريقة صحية. وهو آمن ويحتوي على الأجسام المضادة التي تساعد على حماية الرضع من أمراض الطفولة الشائعة مثل الإسهال والالتهاب الرئوي، وهما السببان الرئيسيان لوفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم. كما أن حليب الثدي في متناول الجميع، مما يساعد على ضمان حصول الأطفال الرضع على التغذية الكافية.


أما الحليب البديل فلا يحتوي الأجسام المضادة الموجودة في لبن الثدي، بالإضافة إلى ذلك هناك مخاطر ناشئة عن استخدام المياه والمعدات الملوثة وغير المعقمة أو احتمال وجود بكتيريا أو ملوثات أخرى في مسحوق الحليب البديل.