شاهد أطفال وآباء ومعلمين يناقشون كيف كانت عودة الأطفال السوريين اللاجئين إلى التعلم من خلال فصول "غير نظامية"، في لبنان. |
"الطفل الملتحق بالمدرسة هو طفل يتمتع بالحماية."
مريم عازار- بيروت، لبنان، 2014 - يعاني العديد من الأطفال الصغار للإمساك بالقلم. فالبعض لا يعرفون كيف يمسكون القلم؛ والبعض الآخر نسوا.
مريم عازار- بيروت، لبنان، 2014 - يعاني العديد من الأطفال الصغار للإمساك بالقلم. فالبعض لا يعرفون كيف يمسكون القلم؛ والبعض الآخر نسوا.
تقول هناء، وهي لاجئة سورية، وهي تجلس في الرمال في مستوطنة غير رسمية في شرق لبنان تسميها هي وأسرتها البيت: "هذه هي المرة الأولى التي أذهب فيها إلى المدرسة منذ عامين". وقد بدأت هناء في حضور دروس غير نظامية تعقد في المستوطنة. وهي تريد أن تصبح معلمة أو طبيبة، عندما تكبر.
رفح هي لاجئة سورية صغيرة السن. وهي تشارك أيضا في الأنشطة التعليمية المتاحة في مستوطنتها في لبنان. وهي تعاني من ضعف الرؤية؛ وفي وطنها، كانت تحضر مدرسة خاصة للمكفوفين. ولكنها لا تستطيع الحصول على تعليم بطريقة برايل في المستوطنة، ولكنها يمكنها أن تواصل التعلم من خلال الأنشطة. وتريد رفح أن تصبح معلمة، عندما تكبر.
© UNICEF Video |
اليونيسف وشركاؤها يوسعون نطاق أنشطة التعلم - ويجلبون التعلم الى مستوطنات الخيام. ومن خلال الصفوف، يتمكن الأطفال المستضعفون من التعلم واللعب معاً، ويتلقون الدعم النفسي والاجتماعي في بيئة آمنة. |
غازي هو لاجئ لسوري يلجأ مع أسرته في لبنان. وتقوم والدة غازي بإرساله وشقيقه إلى الدروس وتقول: "حتى يتمكنان من تقديم شيء لنفسيهما"، وبالنسبة لغازي، الذي فقد إحدى عينيه، فقد أخرجته الأنشطة التعليمية من البيت ومنحته شيئاً آخر يفكر فيه ومنحته أصدقاء - وأملاً في المستقبل. وتقول والدته إنه، على الرغم من أنه قد أصبح هادئاً، فإن غازي بدأ الآن في التحدث مع أشخاص آخرين مرة أخرى.
أزمة تعليم
في الجمهورية العربية السورية، توقف حوالي 2.3 مليون طفل عن الذهاب إلى المدرسة. وفي أرجاء المنطقة، أكثر من 60 في المائة من أصل 735,000 طفل لاجئ في سن المدرسة غير مسجلين في المدرسة.
وفي لبنان، أقل من 25 في المائة من الأطفال السوريين ملتحقون بالتعليم العام. ووفقاً لمديرة اليونيسف الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ماريا كاليفيس: "إن أكبر مشكلة تواجه الطفل السوري في لبنان، هي بلا شك، التعليم. "
وقد بقي معظم الأطفال السوريين اللاجئين، مثل هناء، خارج المدرسة لمدة سنة أو سنتين. وبالنسبة لهم، فإن البقاء خارج المدرسة يعني تزايد خطر الاستغلال والاعتداء، في حين تتضاءل آفاق تحقيق مستقبل أفضل. إن الصراع الذي طال أمده في وطنهم يهدد جيلاً كاملاً من الأطفال.
ولكن العوائق التي تعوق تعليم هؤلاء الأطفال عديدة. فتكاليف النقل والتعليم قد تكون كبيرة جداً بالنسبة للأسر ولا تستطيع تحملها. وفي لبنان، يتم تدريس بعض المواد الدراسية باللغتين الإنجليزية والفرنسية وهي لغات قد لا يتكلمها الأطفال السوريون. وقد يتردد الآباء السوريون في إرسال أبنائهم إلى المدارس خوفا على سلامتهم.
وتعاني المدارس، نفسها، من ضغوط. وتقول السيدة كاليفيس: "إن المدارس الحكومية مكتظة وليس بها أماكن كافية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين".
إعادة الأطفال السوريين إلى المدارس
في العام الماضي، قامت وزارة التربية والتعليم العالي، بالتعاون مع الجهات الإنسانية الفاعلة، بتمكين حوالي 30,000 طفل سوري من الانخراط في نظام المدارس العامة. وهناك 45,000 طفل آخر مستضعف حصلوا على التعليم غير النظامي - من بينهم سوريون وعائدون لبنانيون وأطفال من السكان اللبنانيين المستضعفين.
وفي العام الدراسي الحالي، ستقوم الوزارة باستيعاب 90,000 طفل آخر في نظام التعليم العام، بدعم من المجتمع الدولي.
جلب المدارس إلى الأطفال السوريين
لقد ساعد فتح فترات ثانية في المدارس الحكومية في استيعاب المزيد والمزيد من الأطفال في نظام التعليم. ولكن، لا تزال هناك حاجة ماسة إلى التعليم البديل. ومثل هناء ورفح وغازي، هناك نحو 500,000 طفل سوري بحاجة إلى الحصول على التعليم خارج نظام التعليم الرسمي.
© UNICEF Video |
بالنسبة لغازي، الذي فقد إحدى عينيه، فإن الأنشطة التعليمية تعطيه شيئاً آخر يفكر فيه وأصدقاء وأملاً في المستقبل. وتقول والدته إنه، على الرغم من أن غازي قد أصبح هادئاً، فإنه قد عاود التحدث مع الآخرين. |
وتقوم اليونيسف وشركاؤها، ومن بينهم منظمتي بيوند وسوا المحليتين غير الحكوميتين، بتوسيع نطاق مبادرات التعليم غير النظامي لاستيعاب الأطفال الذين لم يتم استيعابهم في المدارس العامة. وتقوم واحدة من المبادرات بجلب التعليم غير النظامي لمستوطنات الخيام مثل مستوطنة هناء ورفح. ومن خلال الصفوف، يتمكن الأطفال المستضعفون من التعلم واللعب معاً، ويتلقون الدعم النفسي والاجتماعي في بيئة آمنة.
ويتحدث أحد المعلمين العاملين لدى منظمة سوا في مستوطنة خيام غير رسمية عن التغييرات التي لاحظها في الأطفال منذ بدء الجلسات. ففي أعقاب أعمال العنف التي شهدها الأطفال أو عاينوها، يمكن أن يظهر عليهم التوتر الشديد فيكونوا عدوانيين مع بعضهم البعض. ومن خلال التعليم غير النظامي، والذي يشمل الدعم النفسي والاجتماعي والأنشطة الترفيهية، يتعلم الأطفال المستضعفون كيفية التعامل مع تجاربهم وسلوكياتهم مع بعضها البعض.
ويقول المعلم، "لقد لاحظنا اختلافات كبيرة مؤخراً. فقد توقفوا عن ضرب بعضهم البعض، وأصبحوا أصدقاء وبدأت الأمور تتحسن."
وتقول السيدة لوريني: "التعليم هو السبيل الوحيد لكسر حلقة الفقر المفرغة وإعادة الأمل".
تحت مظلة "لا لضياع جيل "، تقوم اليونيسف وشركاؤها بحشد جهود عالمية منسقة لحماية مستقبل الأطفال السوريين مثل هناء ورفح وغازي. وتجتمع الأطراف الدولية الفاعلة معا لتوسيع نطاق تقديم التعليم والدعم النفسي والاجتماعي، وتعزيز التماسك الاجتماعي وبناء السلام - واستعادة الأمل في المستقبل.
ومن خلال المساعدة اللازمة لحمايتهم من العنف والإساءة والاستغلال والتعليم اللازم لتعزيز عقولهم ودعم القدرة على الصمود - ودعم تضميد جراحهم الخفية، يتمكن أطفال سوريا من بناء مستقبل أفضل لأنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم.
* اليونسف