Photo: نيان لين/إيرين شينغ ها لينغ
|
حتى عندما كانت طفلة صغيرة، عرفت شينغ ها لينغ التي تبلغ من العمر 21 عاماً أن الطريقة الوحيدة فقط بالنسبة لها للتخلص من الفقر ستكون من خلال التعليم، لكنها اضطرت إلى التخلي عن دراستها في منتصف الطريق للتخرج من المدرسة الثانوية في موطنها ولاية تشين، غرب ميانمار. والآن، وبدخل غير مستقر للانفاق على نفسها وزوجها وابنهما البالغ من العمر 18 شهراً في قرية نجون لاونج، التي تبعد ساعتين بالدراجة النارية عبر طرق وعرة عن أقرب بلدة، وهي كانبيتليت، تواجه شينغ ديوناً متصاعدة، وعن معاناتها قالت:
لقد رغبت بالتعلم للتخلص من الفقر. لقد شاهدت كيف أثّر الفقر على معنويات أقاربي والجيران. لم أكن أريد أن أواجه نفس المصاعب، ونفس الإرهاق والجوع اليومي. دفعني تصميمي للتعلم بلا كلل في المدرسة حتى أصبح معلمة [لأتمكن] من تحصيل راتب لعائلتي وإعطاء الأطفال في منطقتنا التعليم الذي هم بأشد الحاجة إليه.
لقد كافحت والدتي الأرملة لإعانتنا [بما كان تكسب] من زراعة الذرة في مزرعتها التي تعتمد على قطع المحصول وحرق الباقي. كان في قريتنا مدرسة ابتدائية فقط، لذلك انتقلت إلى بلدة كانبيتليت للدراسة الثانوية. وعلى الرغم من ضآلة الدخل، تمكنت والدتي من دفع ما يكفي من النقود للرسوم الدراسية ووجبات الطعام والمأوى لمدة خمس سنوات.
ولكن بعد الصف العاشر، قالت لي والدتي أنها لم تعد تكسب ما يكفي لدعم دراستي ... ومن دون أي سبل للبقاء، عدت إلى المزرعة. كانت الحياة صعبة، وأصبحت أكثر صعوبة.
وفي عام 2008، هاجمت الجرذان مزرعتنا وأكلت كل الذرة التي كانت لدينا. عانت القرية بأكملها من المجاعة بسبب الجرذان. لقد كانت كارثة .. فمن دون طعام، أو مال لشراء الطعام، كنا نتألم من الجوع باستمرار. ونتيجة لذلك الوضع اليائس، اقترضنا المال من المقرضين، الذين جعلونا ندفع فائدة بلغت 10 بالمائة شهرياً.
لا زالت الديون التي تراكمت علينا قبل خمس سنوات تصيبنا بالشلل. نحن مدينون بـ 600,000 كيات [حوالي 610 دولاراً]. لسنا الوحدين الذين تثقل الديون كاهلنا فكثير من الناس في قريتنا لديهم أعباء ديون مماثلة.
قبل عامين، في عام 2011، تزوجت رجلاً يقربني في العمر من قريتنا، وأسسنا عائلة. كنت آمل أننا سنكون قادرين على إخراج أنفسنا من الفقر، ولكننا مستمرون بالمعاناة يوماً بعد يوم.
يكسب زوجي 2,000 كيات [حوالي دولارين اثنين] في اليوم الواحد عندما يطلب منه القرويون قطع الخشب. لكنه لا يستطيع العثور على عمل كل يوم. نحن أيضاً نقوم بزراعة الذرة على التلال، ولكن العائد ضعيف. وكثيراً ما ينفد لدينا الأرز والذرة ولذلك نضطر لتفويت بعض وجبات الطعام.
ولكن مهما كان واقع حياتنا صعباً، فلدي أمل في مستقبل أفضل لابني. إنني عاقدة العزم على أن يحصل على التعليم لئلا يعيش مثل حياتنا. أريده أن يكسر حلقة الفقر".