فتاة سورية-فلسطينية لاجئة في لبنان تبحث عن طريقها



آية، فتاة سورية لاجئة تبلغ من العمر 10 سنوات، تجد صعوبة في التكيف مع الحياة في مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان. ميريم عازار
فتاة فلسطينية فرت مع أسرتها من الصراع السوري تحاول التكيف مع الحياة في مخيم للاجئين في بيروت، ولكنها تواجه تحديات كثيرة.
ميريم عازار- بيروت، لبنان، 2014 - تقوم آية بتنظيف أرضية الغرفة ذات الإضاءة الخافتة بعناية حيث تعيش مع أشقائها الأربعة ووالديها منذ وصولهم إلى لبنان من الجمهورية العربية السورية.
وتقول آية بهدوء: "إنني أشعر بالألم. فوالداي متعبان ولا يملكان شيئاً."

وعلى الرغم من قلق آية، البالغة من العمر 10 سنوات، على والديها، فقد تمكنت من الحفاظ على معنوياتها مرتفعة. وابتسامتها الطبيعية وعيناها اللامعتان تضيئان الغرفة الحزينة كما لو كانتا انعكاساً للأزرار اللامعة على قميصها.
صورة خاصة باليونيسف
© UNICEF Video
يقول والدا آية إن أطفالهما ظلوا خارج المدرسة لعامين. وفي لبنان، لا يستطيعان إرسالهم إلى المدرسة، والأسرة بالكاد تؤمن ما يكفي لدفع الإيجار.
آية هي واحدة من حوالي 51,000 فلسطيني فروا من الجمهورية العربية السورية إلى لبنان، وفقاً للأرقام الواردة من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2013. ويلجأ أكثر من نصف هؤلاء في 12 مخيم لاجئين مكتظاً أصلاً يسكنها فلسطينيون فقراء، وبعض هذه المخيمات موجودة منذ عام 1948. وظروف المعيشة فيها صعبة للغاية: فالبيوت رطبة والتهوية منعدمة والشوارع ضيقة وشبكات الصرف الصحي تفيض باستمرار في فصل الشتاء.
وقبل اندلاع النزاع السوري، كان لبنان، وهو بلد يسكنه نحو 4.2 مليون نسمة، يستضيف حوالي 260,000 لاجئ فلسطيني مسجل. وقد أدى تدفق الفلسطينيين من سوريا الى زيادة الضغوط على الموارد المحدودة أصلاً، والبنية التحتية الضعيفة والخدمات المستنفدة في المخيمات الفلسطينية القائمة.
وتتذكر آية عندما كانت لديها غرفتها الخاصة، والتي كانت بها لعبها وحتى جهاز كمبيوتر خاص بها. ولكنها هنا في لبنان، تقضي وقتها وحيدة أمام غرفة أسرتها المستأجرة، تضرب الكرة.
يبقى الخوف
توضح أم آية: "لقد فررنا لأننا كنا نخشى على أطفالنا، وخاصة الصغار. فقد بدأت ابنتي الصغرى تخاف من كل شيء – ولم تكن هكذا من قبل."
وحتى في هذا المخيم الحضري في بيروت، يسود الخوف.
صورة خاصة باليونيسف
© UNICEF Video
آية تقول: "ليتني كنت في سوريا الآن."
تقول آية: "إنني أخشى من أشياء كثيرة. فإذا خرج والدي، أشعر بالقلق عليه، أو  على أخي الصغير".
تشعر آية و أسرتها بالغربة، على الرغم من أنهم يعيشون بين رفاقهم الفلسطينيين.
ويقول والد آية: "هناك تمييز ضدنا. فإذا كنت سورياً، تعتبر شخصاً مختلفاً - حتى وإن كنت في الأصل فلسطينياً، من نفس اللحم والدم مثلك مثلهم."
وتشعر آية بالعزلة مثل والدها في هذا المكان الضيق غير المألوف.
ففي سوريا، كانت تستمتع بالتجول. ولكن في لبنان، تعاني آية لتجد طريقها عبر متاهة المخيم، وتحاول الابتعاد عن أسلاك الكهرباء المتدلية وبرك المياه على طول الطرق الملتوية.
وتقول آية: "أنظر حولي و أجد نفسي في مكان مختلف – ولا أعرف كيف وصلت هناك".
ثم تطلق تنهيدة طويلة وعميقة وتقول: "ليس لدي أي أصدقاء هنا."
أمل في المستقبل
يعلق والدا آية آمالهما عليها من أجل مستقبل أكثر إشراقا - إنهما يريدان لها أن تصبح طبيبة. ولكنها وإخوتها لم يذهبوا إلى المدرسة منذ عامين.
وتقول والدة آية: "ابني لا يعرف حتى كيف يمسك القلم".
وتفتقد آية معلمتها في سوريا. وتفتقد الزهور والطيور والذهاب إلى حديقة منزلهم وزيارة صديقاتها.
وتقول: "ليتني كنت في سوريا الآن الآن الآن!"
بعد إجراء هذه المقابلة، نصح زميل من اليونيسف والدا آية بتسجيل أبنائهما في المدرسة. وتدرس آية الآن في الصف الرابع، وشقيقها يدرس في الصف الأول في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في المخيم الفلسطيني.

* اليونسف.