الاستجابة العالمية للإيدز: كيف هو حالنا؟

الصورة: مانوشهر ديغاتي/إيرين
فجوات في علاج الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (صورة أرشيفية)

جوهانسبرج,نوفمبر 2013 (إيرين)
أفاد أحدث تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أن حالات الإصابة الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية والوفيات المرتبطة بالإيدز استمرت في الانخفاض على الرغم من الأعداد القياسية للأشخاص الذين يتلقون علاجاً بمضادات الفيروسات القهقرية في الدول النامية. ولكن مع زيادة الإصابات الجديدة بالفيروس في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هناك حاجة إلى زيادة التمويل.
الإصابات الجديدة والوفيات المرتبطة بالإيدز 
أصيب ما يقرب من 2.3 مليون شخص بفيروس نقص المناعة البشرية في عام 2012، وهو أقل عدد يتم رصده منذ منتصف إلى أواخر التسعينيات عندما كان هناك حوالي 3.5 مليون إصابة جديدة كل عام. وكان الانخفاض الأكبر بين الأطفال: ففي عام 2012 أصيب ما يقدر بحوالي 260,000 طفل بفيروس نقص المناعة البشرية وهو انخفاض بنسبة 52 بالمائة عن عام 2001.

ولكن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أشار إلى أن هناك "مؤشرات مقلقة" بأن بعض الدول لم تكن على المسار الصحيح. فقد زادت الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى بنسبة 13 بالمائة منذ عام 2006 في حين شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تضاعف الإصابات الجديدة بالفيروس منذ عام 2001.


وقد انخفضت حالات الوفاة المرتبطة بالإيدز بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بنسبة 30 بالمائة منذ الذروة التي بلغتها في 2005 بسبب التوسع في الحصول على العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية.


العلاج يصل أرقاماً قياسية لكن وتيرته متباطئة بين الأطفال

كان حوالي 9.7 مليون شخص في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل في عام 2012 يحصلون على مضادات الفيروسات القهقرية نتيجة لزيادة الالتزام السياسي والاستثمارات الذكية والتخفيضات الضخمة في تكلفة العلاج. فعلاج الخط الأول بمضادات الفيروسات القهقرية في بعض الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل يكلف الآن حوالي 140 دولاراً للفرد في العام، في حين كانت التكلفة في منتصف التسعينيات حوالي 10,000 دولاراً للفرد سنوياً.

ولكن وتيرة توسيع نطاق العلاج للأطفال متباطئة على نحو محبط. ففي بعض الدول المتضررة بشدة من الفيروس يحصل ثلاثة من بين كل عشرة أطفال مصابين بالفيروس على العلاج. وفي عام 2012 بلغ عدد الأطفال الأقل من 15 عاماً الذين يحصلون على مضادات الفيروسات القهقرية على مستوى العالم 647,000 طفل، وهو نصف التغطية العلاجية للبالغين. 


وقال مايكل سيديبي، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز: "لقد شاهدنا التزاماً سياسياً هائلاً للحد من انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى الطفل، ولكننا نخذل الأطفال المصابين. نحتاج على وجه عاجل إلى أدوات تشخيص أفضل وإلى أدوية صديقة للطفل بغض النظر عن حجم السوق".


فيروس نقص المناعة البشرية والشيخوخة

وللمرة الأولى منذ بداية وباء فيروس نقص المناعة البشرية أصبح 10 بالمائة من البالغين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل في سن الخمسين أو أكثر. وتشكل هذه الفئة من السكان في الدول المرتفعة الدخل ثلث السكان البالغين.

 ويعزو برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز السبب في "شيخوخة" وباء فيروس نقص المناعة البشرية إلى ثلاثة عوامل هي: نجاح العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية في إطالة عمر المصابين بالفيروس، وانخفاض معدل الإصابة بين الشباب مما يحول عبء المرض إلى الأشخاص الأكبر سناً، وحقيقة أن الأشخاص الأكبر سناً يتورطون أيضاً في السلوكيات المحفوفة بالمخاطر الموجودة بين الشباب.


التمويل ونقص الانفاق على الفئات الرئيسية

على الرغم من الزيادة في الإصابات الجديدة بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال في بعض الدول ومن بينها دول في آسيا، إلا أن التمويل الخاص بخدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية كان منخفضاً في شرق آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

كما أن الالتزام السياسي متدني ولا يتم تخصيص أموال كافية من أجل الحد من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن. وتتجاوز نسبة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن الـ 10 بالمائة في عشر دول.وتخصص هذه الدول أقل من 5 بالمائة من الانفاق على فيروس نقص المناعة البشرى لبرامج الحد من الضرر.


وفي عام 2012 كان ما يقدر بحوالي 18.9 مليار دولار متاحة لبرامج فيروس نقص المناعة البشرية في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل- بزيادة قدرها 10 بالمائة عن عام 2011. وقد أشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن التمويل الدولي الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية ظل ثابتاً، زادت الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل من التمويل المخصص لمكافحة الفيروس حيث بلغت نسبة التمويل من المصادر المحلية أكثر من نصف الانفاق المخصص لفيروس نقص المناعة البشرية في عام 2012.


وتشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز إلى أن الفاتورة السنوية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية ستبلغ ما بين 22 إلى 24 مليار دولار.