من ضحايا إلى نشطاء: الأطفال وآثار تغير المناخ في باكستان ..

سيد أوون شاهزاد 16 عاما، باكستان


 "نحن كيافعين، نواجه خصما مشتركا:  غازات الاحتباس الحراري."
اليافعون في باكستان - حيث نبلغ 40.5 مليون من عدد السكان الذي يزيد على 176 مليون نسمة - نعي تماما أننا نرث كوكبا يعاني من تغير المناخ.  ومثل غيرنا من البلدان النامية التي ستكون الأكثر تضررا من آثار الاحترار العالمي، فإن باكستان لم تساهم إلا بالحد الأدنى من الانبعاثات على المستوى العالمي، لكن عليها التعامل مع الآثار المروعة من العواصف والكوارث الطبيعية والأمطار الغزيرة.  إن ارتفاع مستويات البحار قد تسبب بالفعل في تغيرات جذرية في أنماط الطقس مثل الفيضانات والجفاف، والحد من المحاصيل الغذائية، وتوفر المياه العذبة التي تؤثر على الإنتاج الصناعي.  نحن بحاجة إلى اتخاذ كافة التدابير التصحيحية حتى لا نصبح "لاجئين بيئيين".

تغير المناخ في باكستان ومختلف أنحاء العالم، يكون صعبا بشكل خاص على الأطفال، الذين هم أكثر عرضة من البالغين لسوء التغذية والمرض والاستغلال.  وارتفاع درجات الحرارة والظواهر المناخية المتطرفة يسهم في انتشار الأمراض مثل الإسهال والملاريا والالتهاب الرئوي.  وهذه هي بعض الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال الباكستانيين تحت  سن 5 سنوات.  ومع الجفاف تصبح الزراعة - تشكل 24% من الناتج المحلي الإجمالي - تعاني من انخفاض المحصول واستنزاف المستلزمات.
لقد قدمت الأحداث الأخيرة أدلة مؤكدة على الآثار الكارثية لأنماط الطقس المتغيرة على باكستان.  والأمطار الغزيرة في يوليو/ تموز 2010، والتي لم يسبق لها مثيل، أدت إلى فيضانات مدمرة.  وكان العدد الأولي للقتلى حوالي 1,600 شخصا، ولكن عدد المفقودين كان أكثر من ذلك بكثير.  وما يقدر بنحو 20 مليون من الرجال والنساء والأطفال قد تضرروا من جراء الفيضانات، وأعداد هائلة تقطعت بها السبل وينتظرون الحصول على مساعدة.  والغالبية هربت من منازلها بما كانوا يرتدونه فقط من ثياب.  ومع تضاعف المخاطر الصحية الناجمة عن الفيضانات ونقص الغذاء والماء والمأوى، أصبح البلد محاصرا بالكارثة الاقتصادية الناجمة عن تدمير الزراعة التي تمثل عمودها الفقري.  فقد غرقت أو جرفت ملايين الهكتارات من المحاصيل ودمرت الثروة الحيوانية.
هذه الأمة الغارقة تواجه الآن كارثة أخرى:  حيث تهدد الفيضانات بإهلاك شباب باكستان.  وأحد أكبر التهديدات هو تفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه مثل الكوليرا والإسهال.  وكما هو الحال في معظم الكوارث الطبيعية، فإن الأطفال هم أيضا عرضة لمخاطر عالية للانفصال عن عائلاتهم، والتعرض لمخاطر الاعتداء على الأطفال، والعمل والاستغلال.  وقد دمرت أو اختفت أكثر من 5,500 مدرسة.  نحن لا نستطيع الوقوف ساكنين ونشاهد هذا الجيل يختفي.  كمواطنين عالميين، يجب أن نساعدهم على تجاوز هذا الحدث المدمر، والخروج منه كقدوة على التحمل والشجاعة والتصميم.
حان الوقت لاتخاذ إجراءات - ليس فقط للتعامل مع هذه المأساة آنيا، ولكن أيضا معالجة قضية الاحترار العالمي.  فنحن كيافعين نواجه خصما مشتركا: غازات الاحتباس الحراري.  ومن أجل أن نتغلب على هذا الخصم، يجب أن نتكاتف معا لمساعدة الآخرين، وتوظيف مصادر الطاقة البديلة، وإنشاء قوانين لحماية كوكبنا وأهله.
"سيد أوون شاهزاد" ناشط شاب من لاهور، باكستان.  وكان عضوا من الوفود الشبابية إلى مؤتمر قمة 2009 بشأن تغير المناخ والذكرى 20 لاتفاقية حقوق الطفل، وهو يواصل نشر الوعي حول القضايا العالمية مثل تغير المناخ وحقوق الأطفال في باكستان وخارجها.