تقرير جديد لليونيسف بشأن تشويه أو بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية / ختان الإناث: تحويل معارضة هذه الممارسة إلى أفعال .


تقرير اليونيسف الجديد: إرفع صوتك، كن أكثر وضوحا وإحشد الأصوات أمام الجمهور العام ضد عادة تشويه وقطع الأعضاء التناسلية للإناث. تقرير بريانكا بروثي حول الجهود المكثفة في مجال البيانات والتحليلات الشاملة بشأن هذه المسألة حتى الآن. 
 تقرير رائد جديد صادر عن اليونيسف يجد أنه في حين تم إحراز تقدم كبير في التخلي عن ختان الإناث، فإن ملايين الفتيات ما زلن معرضات للخطر - ويحدد الخطوات الرئيسية اللازمة للقضاء على هذه الممارسة نهائياً وإلى الأبد.

نيويورك - الولايات المتحدة الأمريكية :

- تقول خيرية عبيدي البالغة من العمر 10 سنوات من بلدة بوراما الواقعة في شمال غرب الصومال: "أنا لا أريد قطع أي جزء من جسدي ولا أريد أن يتم ختاني".
وتخشى خيرية الدم والألم والتعذيب الجسدي الذي ستعانيه إذا تم قطع أعضائها التناسلية.
ولكن الضغط عليها ليتم ختانها يتزايد كل يوم، وكثيراً ما تتعرض للسخرية والإهانة من قبل صديقاتها لكونها 'مختلفة'. إن ختان الإناث عميق التجذر في الثقافة الصومالية وتتم ممارسته بشكل 

شامل تقريباً.


 وفيه تتم إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية للفتيات والنساء كلياً أو جزئياً – ويحدث لبعضهن في مرحلة الطفولة المبكرة جداً وللبعض الآخر عندما يصلن إلى سن البلوغ - باسم الحفاظ على شرف الأنثى وعفتها وجمالها وضمان زواجها.
صورة خاصة باليونيسف
فاطمة، 7 سنوات، تجلس على سرير في منزلها في منطقة عفار في إثيوبيا. وقد تعرضت فاطمة لختان الإناث عندما كانت عمرها سنو واحدة فقط.
ولكن خيرية ترفض أن تكون واحدة منهن وتقف صامدة في مواجهة الانتقادات بدعم من العاملين والعائلة  والعاملين في مجال الصحة الذين يمثلون جزءاً من حركة أكبر تهدف للقضاء على ختان الإناث.

معارضة متزايدة
يبين التقرير الجديد الرائد الذي أصدرته اليونيسف أن المزيد والمزيد من النساء مثل خيرية وكذلك الرجال يرفضون الختان أكثر من أي وقت مضى، وأن هناك مزيد من المجتمعات تتخلى عن التقليد السائد منذ قرون أكثر من أي وقت مضى.

ويقوم تقرير اليونيسف ختان الإناث/تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية: نظرة إحصائية واستكشاف لديناميات التغيير، بجمع وتحليل بيانات من 70 مسحاً وطنياً تمثيلياً تم إجراؤها على مدى 20 عاماً في 29 بلداً في مختلف أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط تتم فيها ممارسة ختان الإناث.

وتقول أخصائية الإحصاءات والرصد باليونيسف، كلوديا كابا: "هذا التقرير هو أشمل تجميع للإحصاءات وتحليل للبيانات حول ختان الإناث في التاريخ. وهو مهم للغاية لأنه يوضح، للمرة الأولى، ما نعرفه عن مدى انتشار هذه الممارسة، والمواقف المحيطة بالممارسة وأسباب استمرار هذه الممارسة. كما أنه أول تقرير يتضمن بيانات عن بلدان مثل العراق الذي لم يكن لدينا أرقام وطنية بشأنها".

وتشير النتائج التي توصل إليها التقرير إلى حدوث انخفاض حاد في ممارسة ختان الإناث في العديد من البلدان التي يمارس فيها. وتشير التقديرات إلى أن معدل انتشاره قد انخفض بنحو النصف بين المراهقات في بنين وجمهورية أفريقيا الوسطى والعراق وليبيريا ونيجيريا. وتقول السيدة كابا: "في معظم البلدان التي شملها الاستطلاع، لا ترى غالبية النساء والفتيات اللواتي أجريت لهن عملية الختان فوائد لها، ويعتقدن أنه ينبغي وقف هذه الممارسة. وتدرك المزيد من النساء أن ختان الإناث قد يؤدي إلى وفاة الابنة أو الفتاة. ولذلك، هناك فهم أفضل للنتائج، وهذا، في حد ذاته، يمثل تقدماً هاماً جداً".

"نحن لا نتحدث"
قد يكون من أبرز النتائج هو درجة التفاوت بين انخفاض التأييد لختان الإناث وارتفاع معدل انتشار ممارسته. حتى في البلدان التي يتم فيها ختان معظم الفتيات والنساء، فإن نسبة كبيرة من السكان تعارض هذه الممارسة.

صورة خاصة باليونيسف
جوزفين أكاسي كوليبالي، مشرفة وممارسة سابقة لختان الإناث ف منزلها في كاتيولا في كوت ديفوار. لقد تخلت عن هذه الممارسة، وذلك بفضل أعمال التثقيف من منظمة Afrique OIS وهي منظمة شريكة لليونيسف.
وتوضح أخصائية حماية الطفل باليونيسف، فرانشيسكا مونتي: "هذا يؤكد على وجود واجب اجتماعي وأن الممارسة علائقية. إنني أفعل ما أفعله لأنني أعرف أنك تتوقع مني أن أفعله، والعكس صحيح. والاستنتاج الواضح من التقرير هو أنه ينبغي عليك إبراز حقيقة أن الناس بينهم وبين أنفسهم لا يؤيدون هذه الممارسة. وهكذا، قد لا أؤيد الختان، وأنت قد لا تؤيده، ولكنني أراك تقوم بختان ابنتك، وأنت تراني أقوم بختان ابنتي، وتعتقد أنني أؤيده لأنك تراني أمارسه - ولكننا لا نتحدث عنه".

ويحدد التقرير بعض الخطوات الرئيسية اللازمة للقضاء على ختان الإناث - ومنها  إيجاد سبل لجعل المواقف التي تؤيد التخلي عن الممارسة واضحة، حتى تعرف الأسر أنها ليست وحدها. وتؤكد السيدة مونتي أن زيادة الإبراز من شأنها أن تولد سلسلة من ردود الفعل ضد ختان الإناث والتي من شأنها أن تؤدي إلى نهاية سريعة نسبياً لهذه الممارسة.

وتضيف: "أعني بذلك فترة عقود، قبل أن تختفي تماماً بين المجموعات السكانية... لكن هذه ليست فترة طويلة جداً في مجال التنمية، وخاصة إذا فكرت أن هذه الممارسة موجودة منذ أكثر من 1000 سنة."

التحدث بشكل علني وصريح :
تعرضت أكثر من 125 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم لختان الإناث في 29 بلداً في أفريقيا والشرق الأوسط حيث يتركز، وهناك 30 ملايين فتاة يواجهن التعرض للختان في غضون العقد المقبل.
وتقول نائبة المدير التنفيذي لليونيسف، غيتا راو غوبتا: "يمثل ختان الإناث انتهاكاً لحقوق الفتيات في الصحة الرفاه وتقرير المصير. وما يتضح من هذا التقرير هو أن التشريعات وحدها لا تكفي. بل إن التحدي الآن هو السماح للفتيات والنساء والفتيان والرجال بالتحدث عنه بشكل علني وصريح وإعلان أنهم يريدون التخلي عن هذه الممارسة الضارة".

أنقر للتكبير: 29 بلدا، أكثر من 125 مليون فتاة وامرأة [PDF]
أنقر للتكبير: 29 بلدا، أكثر من 125 مليون فتاة وامرأة [PDF]