طلاب رياديون مغاربة يتنافسون في كأس العالم

إناكتس المغرب

من المقرر أن يتبارى رياديون اجتماعيون شباب من المغرب على الساحة الدولية للفوز في مسابقة "إناكتس المغرب"    منذ عشر سنوات و "إناكتس" التي كانت تُعرف سابقاً بـ "سايف" SIFE 

(الطلاب في المشاريع الحرة Students in Free Enterprise) ناشطة جداً على الساحة المغربية، فهي لطالما سعت إلى تمكين رواد الأعمال الشباب من تمثيل جامعاتهم على الصعيد الوطني عبر الخروج بمشاريع مستدامة للتقدم بمجتماعتهم المحلية وبالمغرب ككل.  

 في 1 و 2 تموز/ يوليو، تنافس 26 فريقاً جامعياً في المسابقة الوطنية، عارضين مشاريعهم أمام لجنة حكم مؤلفة من 120 متخصصاً، لفرصة تمثيل المغرب في "كأس عالم إناكتس" في كانكون، المكسيك في أيلول/ سبتمبر القادم.

"إناكتس" منظمة دولية غير ربحية تدعم الريادة عند الطلاب عبر إبرام شراكات بين فرق الطلاب الجامعيين من جهة، والمستشارين الأكاديميين وقادة الأعمال من جهة أخرى، ليبنوا مشاريعهم المستدامة الخاصة التي تتراوح بين الحفاظ على المياه والبرامج الخاصة بالمسنين وبناء المدارس المحلية وزرع الحدائق في المدن. تعمل المنظمة في كل أنحاء العالم مع عقول شابة متحمسة لجعل عالم الشباب مكاناً أفضل ولجعل مشاريعهم الفردية مستدامة ذاتياً في نهاية المطاف.  

تدعم "إناكتس" 45 فريقاً جامعياً من كل أنحاء المغرب يتألف كل منها من 50 فرداً؛ يمكن للفريق الواحد أن يعمل على عدة مشاريع في الوقت نفسه لتوسيع رقعة أثره وإيجاد المبادرة التي يمكنها أن تفيد مجتمعه أكثر. وقد دعمت "إناكتس المغرب" هذا العام وحده 136 مشروعاً منفصلاً.

ومع أنّ 26 فريقاً فقط من أصل 45 تأهل إلى المسابقة الوطنية، كان بارزاً في الحدث الإبداع والشغف اللذين يميزان الرياديين الشباب في المغرب. وها هي الآن الجامعة الفائزة بمسابقة العام 2013، المدرسة المحمدية للمهندسين EMI، تتجه إلى المكسيك لتنافس النهائيين الآخرين الـ 36 الوافدين من البلدان الأخرى.

 إناكتس المغرب

وكان اثنان من مشاريع الفرق قد لفتا انتباه مديرة برنامج "إناكتس المغرب"، توريه بن الفقيه، على نحو خاص هما "بيجوز" Bijouz الذي يصنع المجوهرات من الزجاج المعاد تدويره ويبيعها، و "سولار كوكر" Solar Cooker الذي يحول أطباق الأقمار الاصطناعية إلى مولدات كهرباء شمسية وأفران.

كما بيّن النهائيون الثلاث الآخرون أيضاً عن تنوع في المشاريع التي تدعمها "إناكتس"؛ فأطلقت "إي أن سي جي كنيترا" ENCG Kénitra على سبيل المثال مبادرةً تساعد المزارعين على تربية الخنافس لتحل مكان المبيدات في حقولهم، في حين طرحت "إنسا صافي" ENSA Safi جهازاً يزود الكرسي المتحرك التقليدي بمحركٍ مقابل 3000 درهم مغربي فقط (أو ما يعادل 355 دولاراً أمريكياً).

تأمين الاستدامة للمشاريع الريادية

منذ أن استهلت منظمة "إناكتس" فصلها في المغرب منذ عشر سنوات، تمكن الطلاب من ابتكار مشاريع مستدامة ذاتياً شديدة التأثير، مثل "أفولكي"، تعاونية مستحضرات التجميل التي توسعت من أربع موظفات في العام 2004 إلى 57 موظفةً في العام 2013.

كما يستفيد الطلاب الرياديون هم أيضاً بحسب بن الفقيه، فيتعلمون أن يصبحوا سبّاقين ومتعددي القدرات وأن يتحدوا أنفسهم.

لكنها تشكو من أنّ لا المستفيدين من المشاريع ولا الطلاب الرياديين في المغرب يقدّرون مهاراتهم الريادية كما يجب. فما زال المستفيدون لا يدركون أن هؤلاء الطلاب هم فعلاً رواد أعمال، فيقللون من قيمة مساهماتهم ويحطون من قدرهم لكونهم صغار السنّ. كما أنّ الشباب من جهتهم غالباً ما لا يعتبرون ريادة الأعمال خياراً مهنياً فعلياً فيهرعون للبحث عن وظائف ثابتة في شركات حالما يتخرجون.

وتأمل بن الفقيه أن تتمكن من إقناع الطلاب بالتفكير في ريادة الأعمال كخيار فعلي بعد التخرج عبر إظهار أنّه من الممكن للطلاب أن يبنوا مشاريعهم المستدامة وأن يحدثوا أثراً بليغاً وأن يصبحوا رواد أعمال ناجحين في الوقت نفسه، وهي في بحثٍ مستمر عن مرشدين جدد لتشجيع الطلاب الرياديين على إدراك القيمة الفعلية لعملهم.

فازت الولايات المتحدة في كأس العالم في العام الفائت بالمرتبة الأولى، فيما حلت مصر في المرتبة الثانية والهند في المرتبة الثالثة وزيمبابوي في المرتبة الرابعة. أما في شهر أيلول/ سبتمبر القادم، فسيتوجه فريق المغرب مجدداً إلى كانكون ليتبارى ضد مشاريع من تونس ومصر وبلدان أخرى من حول العالم للفوز بكأس عالم "إناكتس".

ألين هي محررة اللغة الفرنسية في "ومضة". أثناء عملها فيBuzzcar، وهو مشروع لمؤسِّس Zipcar، روبن تشايس في فرنسا، كمديرة اجتماعية، قررت استكشاف الشرق الأوسط. فتركت وظيفتها وبدأت في استكشاف المجتمع والابتكار والتغيير هناك على مدونتها yallabye.eu. يمكنكم متابعتها على تويتر عبر @aline_myd أو @yallah_bye .