اليمن هو أكثر مما نرة في الأخبار.؟ |
بينما يركز الأعلام على خطب التطرف على شبكة الانترانت وعلى معركة الحكومة اليمنية المتواصلة ضد القاعدة .
جري إغراق اليمن الحقيقي في ظلام أعلامي .
ألا أن هذا الطرح بالذات ، وهو الخاص بغالبية السكان وليس مجرد بضع مئات من المتشددين ، هو الذي يملك مفتاح تفهم أفضل ، فيكسر الصورة النمطية وربما يؤدي في النهاية إلى تطرف اقل .
يجلس أبو بكر الشماحي ، اليمني المولود في بريطانيا والبالغ من العمر 21 عاماً داخل مقهى قرب محطة " كينغزكروس " بوسط لندن يحتسي الشوكولا الساخنة ويتحدث بعاطفة جياشة عن وطنه الأصلي .
يجلس أبو بكر الشماحي ، اليمني المولود في بريطانيا والبالغ من العمر 21 عاماً داخل مقهى قرب محطة " كينغزكروس " بوسط لندن يحتسي الشوكولا الساخنة ويتحدث بعاطفة جياشة عن وطنه الأصلي .
وهو لا يتحدث بتاتاً عن التطرف .
بدلاً من ذالك يتحدث عن الفساد وخوفه من ألا تُصرف أموال المانحين بشكل صحيح على التنمية على المدى البعيد .
ويضحك أبو بكر من محاولات الأهالي اليمنيين ترتيب العلاقات الزوجية ويتغني بجمال مدينة صنعاء القديمة .
لم يتأثر احد يعرفه بخطب التطرف المتطرفة .
هذا هو اليمن الحقيقي .
ليس هو أطروحات التطرف الزائفة حول يمن يكره الغرب ويدرب المتمردين المتشددين انه بلد يقطنه مايزيد على 22مليون شخص ، أكثر من سبعين بالمائة منهم تحت سن الخامسة والعشرين ، يناضل من اجل التطور والانضمام إلى
منظمة التجارة العالمية .
هذا مايخبر به شباب اليمن الذي يتحدث الانجليزية العالم على صفحات الفيسبوك .
اجتذب الكندي من أصول يمنية ، عصمت الخالي وعمرة 32 سنة ، أكثر من 4500 مستخدم على صفحته وعنوانها انأ اعرف شخصاً في اليمن ، وهو / هي ليس إرهابياً ؟ " التي أطلقها في كانون الثاني / يناير 2010.
أطلقت الشابة اليمنية أطياف أ .
مشروع فيديو اسمتة : " أنا يمنية ، ولست إرهابية "
فاغلب شباب اليمن يتعلمون اللغة الانجليزية لأنهم وفيما عدا كونها اللغة العالمية في عالم الأعمال ، وهم يحملون بالهجرة إلى الولا يات المتحدة أو أوروبا للدراسة أو العمل .
تعتبر الشكاوى اليومية بالنسبة لليمني الشاب العادي أكثر أهمية من السياسية .
يأمل الخريجون أن يجدوا عملاً ، ويكافح الشباب لتجميع مايكفي من الوظائف حتى يتمكنوا من الزواج .
ويكافح المتزوجون الجدد ضد زيادة الأسعار .
يعيش حوالي نصف السكان على اقل من دولارين في اليوم ، بينما تبقى مؤشرات النمو الاقتصادي ، مثل سوء التغذية عند الأطفال ونسبة الوفيات عند الولادة ومعدلات التحصيل العلمي ، ضعيفة جداً حسب برنامج الغذاء العالمي
التابع للأمم المتحدة .
وفي شمال البلاد وجنوبه، نزح مئات ألا لاف من اليمنيين نتيجة جولات من الحروب بين الحكومة والحوثيين والقاعدة .
أما في الجنوب فتهدد حركة انفصالية متنامية وحدة الدولة ، بينما يصل ألاف اللاجئين والساعين للحصول على اللجوء والمهاجرين الصوماليين إلى الساحل من القرن الأفريقي .
وعلى مستوى الدولة ككل سوف يكافح الجيل التالي للحصول على ماء الشرب بينما يستمر سكان الدولة في الزيادة وبينما تُستنفذ مياهها الجوفية المستهلكة أصلا بسرعة .
وبدلاً من التركيز دائماً على القاعدة ، يتوجب على الأعلام الدولي والمحلي أن يبرز جهود المبادرات التي يقودها الشباب مثل " Resonate I Yemeh " و " انأ من اجل بلدي " و " عيون شابة " و " برلمان أطفال اليمن " للتعامل مع
بعض قضايا الدولة الأخرى .
ويتوجب عليه عرض جهود أصحاب الأعمال المبدعين مثل " حياة الحبشي " التي أنشأت جمعية لمساعدة الفتيات من المجتمعات المهمشة على الذهاب إلى المدارس .
ويتوجب على الأعلام كذالك أن يبرز التبادل الايجابي بين المجتمعات المسلمة في بريطانيا واليمن ، مثل الجمعية البريطانية الصومالية الخيرية التي ساعدت على أنشاء مراكز حضانة يومية للأمهات اللاجئات الصغيرات في صنعاء في
بداية سنة 2010.
ويمكن للمزيد من تركيز الأعلام على التغيير الذي تقوده المجتمعات في اليمن ، بدلاً من الإرهاب ، أن ايجابيه الصور النمطية السلبية لكل من اليمنيين والمسلمين في الغرب ، وسوف ينتج عن ذالك المزيد من الاحترام للمسلمين في الغرب ومشاعر اقل من الانعزال أو الغضب بين أطفالهم وربما أسباب لااقل للإنصات إلى واعظ متطرف من حيث المبداء .؟