الصورة: خوان هيريرو/إيرين
|
بيروت, 29 مارس 2015 (ASF-إيرين)
وكان إيصال المساعدات الإنسانية إلى كثير من المناطق اليمنية صعباً بالفعل بسبب وقوف البلاد على شفا حرب أهلية في أعقاب استيلاء المتمردين الحوثيين القادمين من شمال البلاد على العاصمة صنعاء في شهر سبتمبر الماضي. ولكن في صباح يوم الخميس، بدأ التحالف المكون من عشر دول بقيادة المملكة العربية السعودية بقصف أهداف الحوثيين الرئيسية في صنعاء وغيرها من المدن.
ومنذ ذلك الحين، اضطرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى إلى تعليق العديد من البرامج الرئيسية. وقد بدأت المنظمة الدولية بإجلاء موظفيها الدوليين من صنعاء يوم السبت وتسعى المنظمات غير الحكومية الدولية إلى إجلاء موظفيها أيضاً حيث لا يزال عدة مئات منهم موجودين في البلاد. كما تم تعليق جميع الرحلات الجوية التجارية إلى خارج البلاد منذ بدء الهجمات السعودية.
وقال تروند ينسن، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في اليمن، أنه يشعر "بقلق بالغ" إزاء تعليق المساعدات الحيوية في جميع أنحاء البلاد. وأضاف أن "قدرتنا على البقاء وتقديم المساعدات قد تأثرت كثيراً خلال الصراع".
وتجدر الإشارة إلى أن اليمن، الذي يبلغ عدد سكانه أقل قليلاً من 26 مليون نسمة، هو أفقر دولة في العالم العربي. وقبل الأزمة، كان ثلثا السكان تقريباً بحاجة إلى مساعدات إنسانية وكان عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي أكثر من 10 ملايين نسمة.
وقد أدى استيلاء الحوثيين على مقاليد الأمور في البلاد إلى تعليق الدعم المالي الرئيسي للبلاد، حيث تم تعليق مساعدات تنموية تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات.
وأفاد ينسن أنه من المرجح أن يزداد الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد سوءاً بسبب تعليق المساعدات الإنسانية الرئيسية، مما "سيُدفع الناس الضعفاء إلى حافة الهاوية". واتفق ينسن مع الرأي القائل بأن البلاد تتعرض لعاصفة هائلة من الأزمات، لكنه أكد أن الأمم المتحدة ستسعى إلى مواصلة تقديم بعض المساعدات الإنسانية عن بُعد.
"لدينا بالفعل شبكة من الشركاء المحليين الذين كانت وكالات الأمم المتحدة تعمل من خلالهم وسوف نستمر في العمل من خلالهم،" كما أكد ينسن.
وقال هاجر معلم، المدير القطري لمنظمة العمل ضد الجوع (Action Against Hunger) أن منظمته علقت جميع العمليات في محافظتي حجة والحديدة في شمال البلاد وأبين ولحج في الجنوب بسبب المخاوف الأمنية. وأضاف أنهم يسعون للحفاظ على بعض الخدمات لضمان عدم انقطاع الدعم عن آلاف الأشخاص المعرضين للخطر.
وأضاف قائلاً: "أعتقد أنه أمر مقلق للغاية، خاصة إذا استمر الصراع لفترة طويلة. يتمتع اليمنيون بقدرة عالية على التحمل والحياة مستمرة في صنعاء وغيرها من المدن ... ولكن هذا لا يمكن أن يستمر إلا لفترة وجيزة".
وحذر من أنه "إذا استمر الصراع، ستكون القدرات المحلية على الصمود محدودة،" مضيفاً أنهم يسعون أيضاً إلى إجلاء موظفيهم الدوليين، في حين ستكون حركة أولئك المتبقين في البلاد أكثر تقييداً.
وأوضح قائلاً: "نواجه مخاطر رئيسية عندما نتحرك،" مضيفاً أن الغارات الجوية ونقاط التفتيش على حد سواء تشكل خطراً وأن "الوصول إلى المستفيدين سيكون محدوداً".
وقال معلم أنه يخشى أن يصبح عمال الإغاثة أيضاً أهدافاً لعصابات إجرامية إذا استمر الصراع: "حتى الآن، لم نر استهدافاً [لعمال الإغاثة]، ولكن عندما يصاب السكان باليأس، فإننا ندرك بأنه قد يُنظر إلى المنظمات الإنسانية على أنها مصدر للموارد".
ومع اشتداد القتال، لا توجد إشارة تذكر على أن أي جانب يركز على المعاناة الإنسانية في البلاد؛ فقد لجأ زعيم الحوثيين المدعوم من إيران إلى الخطاب الناري في مواجهة الهجوم، في حين دعا الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي إلى توجيه الضربات السعودية التي أدت إلى مقتل مدنيين.
وحذر تقرير صدر يوم الجمعة عن المجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية، أن جميع الأطراف غير راغبة حالياً في إيجاد تسوية عن طريق التفاوض.
وأضاف ينسن: "نشعر بالقلق من أن يتم تحويل مسار أي موارد متبقية في البلاد لتمويل الصراع".
الأزمات في اليمن
- 14.7 مليون شخص – نحو ثلثي السكان - بحاجة إلى مساعدات إنسانية
- 13.1 مليون شخص – نحو نصف السكان – لا يحصلون على المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي
- 10.6 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم التالية
- 8.6 مليون شخص لا يحصلون على الرعاية الصحية الأساسية
- 840,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد
- 334,000 نازح في مناطق مختلفة من البلاد
المصادر: مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، برنامج الأغذية العالمي، أوتشا، منظمة الصحة العالمية، اليونيسف