الحياة بعد الموت في العراق

                                                                                                     الصورة: ماكنزي نولز كورسين/إيرين

تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 1.8 مليون عراقي قد فروا من منازلهم منذ شهر يناير 2014، حيث هرب معظمهم من التوغل السريع للدولة الإسلامية (المعروفة سابقاً باسم داعش) التي اجتاحت الكثير من مناطق غرب وشمال العراق في شهر يونيو ودمرت بلدات وهاجمت مجتمعات محلية وزرعت الخوف عبر الحدود الطائفية الضعيفة.

وقد عم العنف الوحشي للدولة الإسلامية في المجتمع متعدد العرقيات في البلاد، حيث تتضرر منه الجميع: الشيعة والسنة واليزيديين والمسيحيين والعرب والأكراد والتركمان والأشوريين. 

وتقدر فاليري اموس وكيلة الآمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة أن حوالي 20 مليون عراقي قد تعرضوا للضرر. 

استقبل إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم شبه ذاتي أكثر من 850,000 نازح مدني، حيث أصبح الاستقرار النسبي للإقليم نقطة جذب لأولئك الذين أجبروا على الفرار. وقد غادر البعض منهم منازلهم في منتصف الليل بعد أن انتشر خبر الحصار المتصاعد من قبل تنظيم الدولة السلامية. 

وبالتنسيق مع السلطات الكردية، قامت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاؤها المنفذون بإنشاء عدد من المخيمات في جميع أنحاء الإقليم. وقد فر آخرون إلى سوريا التي مزقتها الحرب. 

وقال محمد، وهو شاب سني يقيم في جزء تم إنشاءه مؤخراً في المخيم بالقرب من بشخابور في كردستان العراق: "لن تعود أسرتي إلى ذلك المكان،" في إشارة إلى منزله في غرب العراق، مضيفاً أن "الموت يخيم على جميع الأنحاء هناك". وبالمثل، لا يتوقع سوى عدد قليل من الناس أن تتغير مجريات الأمور قريباً. 

وعلى الرغم من أن القوات العراقية والكردية قد تلقت دعماً مؤخراً في صورة ضربات جوية أمريكية، فضلاً عن الدعم الدولي المتزايد في شكل مساعدات قتالية وغير قتالية، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية أظهر مقاومة وإصرار تجعل الكثيرين يفترضون أنه سوف يستمر لسنوات عديدة قادمة. 

وقال أحمد، وهو نازح عراقي بالقرب من بشخابور: "يعمد وطني العراق إلى تمزيق نفسه في السنوات الأخيرة، ولكنني أعتقد أنه قد تمزق إرباً الآن، وأخشى أننا لن نستطيع أن نجمع أشلاءه مرة أخرى." 







[ لا يعكس هذا التقرير بالضرورة وجهة نظر نشطاء بلاحدود ] 
- ايرين