تقرير مراسلة اليونيسف كريس نايلز عن زيارة اثنين من كبار موظفي اليونيسف إلى مخيم الزعتري للاجئين في الأردن. |
بقلم ميلاني شارب
تنتشر الأسر الفارة من عنف الأزمة السورية الآن في جميع أنحاء المنطقة، ويمثل دعمهم تحدياً أكبر من أي وقت مضى مع تواصل الصراع.
إربد، الأردن،أغسطس/آب 2013 - كل يوم هو معاناة من أجل البقاء على قيد الحياة بالنسبة لنورا ومحمد وأطفالهما الستة، فهم لاجئون فارون من العنف المتواصل في الجمهورية العربية السورية. ولا يذهب أي من أبنائهما إلى المدرسة، كما أن ابنهما البالغ من العمر 15 سنة يعمل للمساعدة في إعالة الأسرة.
© UNICEF Jordan/2013/Romboli |
أطفال في مكان ملائم للأطفال في اربد، الأردن، وهم يعرضون رسوماتهم على مديرة الاتصالات باليونيسف، بالوما اسكوديرو. |
قام مدير برامج الطوارئ في اليونيسف، تيد شيبان، ومديرة الاتصالات، بالوما اسكوديرو، بزيارة الأسرة اليوم في الشقة الصغيرة التي تتشاركها في اربد، شمال الأردن.
وتحدثت الأسرة عن تدمير مصدر رزقهم وعن اضطرارهم إلى مغادرة وطنهم صفر اليدين. والآن، مثلهم مثل الآلاف من الأسر السورية الأخرى في جميع أنحاء المنطقة، فإنهم يواجهون مستقبلاً غامضاً.
نقطة الانهيار
بعد مقابلة الأطفال والأسر في اربد وفي مخيم الزعتري للاجئين – وهو ثاني أكبر مخيم للاجئين في العالم - ناشد السيد شيبان توجيه الانتباه العالمي إلى هناك.
وقال السيد شيبان: "لقد تضرر أكثر من 4 ملايين طفل سوري من جراء حالة الطوارئ هذه. علينا أن نتذكر أن كل واحد من هؤلاء الأطفال هو شخص لديه قصة خاصة مع النزوح والتعرض للعنف والخسارة المروعة. إن المجتمع العالمي لا يمكنه أن ينسى هؤلاء الأطفال."
وقد أدت حالة الطوارئ السورية إلى واحدة من أكبر أزمات اللاجئين التي شهدها العالم في السنوات العشرين الماضية. ووفقاً لإحصاءات الحكومة، فإن الأردن وحده يستضيف حوالي 600.000 لاجئ سوري؛ وتقدر اليونيسف أن نصفهم هم من الأطفال.
© UNICEF Jordan/2013/Romboli |
مدير برامج الطوارئ لدى اليونيسف، تيد شيبان، يجلس مع أطفال في المكان الملائم للأطفال في اربد. وقد قال: "إن المجتمع العالمي لا يمكنه أن ينسى هؤلاء الأطفال". |
ومع التقارير الحديثة حول تصاعد العنف داخل الجمهورية العربية السورية، من المتوقع أن تتفاقم أزمة اللاجئين. وقال بيان صدر هذا الاسبوع عن وكالة الأمم المتحدة للاجئين أن هناك حوالي 30000 سوري عبروا الحدود إلى شمال العراق في الأسبوع الماضي، وهناك آلاف ينتظرون الدخول، وهم فارون من المجتمعات السورية الواقعة في جزء كبير من شمال البلاد.
إن دول الجوار قاربت على الوصول إلى نقطة الانهيار، وتجد صعوبة في التعامل مع استمرار تدفق اللاجئين.
ومنذ بداية الأزمة، قامت اليونيسف والشركاء بمضاعفة جهودهم لتزويد الملايين من الأطفال بالمياه النظيفة والصرف الصحي واللقاحات المنقذة للأرواح والتعليم والدعم النفسي والاجتماعي والخدمات الصحية.
مكان آمن
في اربد، يحضر أبناء نورا ومحمد الآن المكان الجديد الملائم للأسرة والطفل الذي أنشأته اليونيسف، وهو يوفر بيئة آمنة للأطفال السوريين للاختلاط واللعب - وهو إجراء صغير ولكنه هام باتجاه استعادة جزء من طفولتهم.
وتعمل اليونيسف في أنحاء المنطقة لإعادة الأطفال إلى التعلم في الشهر المقبل. ففي الجمهورية العربية السورية، تقدر اليونيسف أن مبنى مدرسياً واحداً من كل خمسة مبان لا يمكن استخدامه لأنه قد تعرض للتلف أو دمر أو يتم استخدامه لإيواء الأسر النازحة من جراء العنف. إذا لم يحصل الأطفال على التعليم، فإنهم يفقدون طفولتهم - ويخاطر المجتمع بفقد جيل كامل.
و بعد زيارة إلى واحدة من المدارس التي تدعمها اليونيسف في المخيم، قالت السيدة اسكوديرو: "هناك شيء واحد أعطاني الأمل هنا أكثر من أي شيء آخر – وهو أن هؤلاء الأطفال لم يفقدوا كل الأمل. وقد قالوا لي بأنهم يحلمون بأن يصبحوا أطباء ومهندسين ومعلمين. ولكن هذا أيضاً تذكير بأنه يتعين علينا أن نواصل القيام بكل ما في وسعنا لتقديم الدعم إليهم".
وكلما طال أمد الصراع، ستزيد صعوبة تضميد الجروح العميقة داخل المجتمع السوري. لقد أصبح التوصل إلى حل سياسي و سلمي للصراع أكثر أهمية من أي وقت مضى.