"الفتيات ذوات الإعاقة أكثر تعرضاً لخطر الاعتداءات الجسدية والنفسية."
على الرغم من أنني أعتقد أننا أقرب من أي وقت مضى للعيش في عالم عادل، إلا أن على المجتمعات أن تواصل العمل من أجل تغيير المعايير الاجتماعية التي تسمح بالتمييز والتهميش والاستبعاد. وأكثر ما يكون ذلك وضوحا عندما نرى الأطفال المعوقين، ومستوى تعليم الفتيات، والأطفال الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية.
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009، أتيحت لي الفرصة للتطوع لبضعة أسابيع في دار للأطفال المعوقين في "مونجو"، في زامبيا، وقد اكتسبت رؤية حية عن حياتهم. لقد صدمت من التهميش الذي يعانيه هؤلاء الأطفال، بالرغم من أنهم من أكثر الأطفال الذين قابلتهم في حياتي مرحا ولعبا. وكما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، يتم في زامبيا أحياناً إبعاد الأطفال المعوقين أو حتى التبرؤ منهم. وقد يتركون بلا عناية ويتم تجاهلهم، ومن الممكن أيضا أن يحصلوا على كمية أقل من الطعام.
غالبا ما يتم استبعاد الأطفال المعوقين من المدرسة لأن نظام التعليم لا يضعهم في الاعتبار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن آباءهم لا يدركون حقهم في التعليم أو التنمية. وهم محرومون من فرصة تعلم المهارات التي يحتاجون إليها للعمل وتحقيق الاستقلال عندما يصبحوا من البالغين.
عدم المساواة بين الجنسين واضح أيضا. فالفتيات ذوات الإعاقة يتعرضن لخطر أكبر للاعتداءات الجسدية والنفسية. ولا قيمة هناك للبنات، ولا لتعليمهن. وأرى أن الارتفاع في معدل فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز هو نتيجة مباشرة لهذه النظرة الاجتماعية.
التعليم يلعب دورا حيويا في الوقاية من الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي. ومن أجل وقف انتشار فيروس نقص المناعة البشرية، من الأساسي أن يتعلم جميع اليافعين وسائل الوقاية والعلاج. وبالرغم من أن التحاق الفتيات بالمدارس قد زاد في البلدان النامية، إلا أنه لا يزال غير مساو لعدد الفتيان. وعندما يصاب أحد أفراد الأسرة بفيروس نقص المناعة البشرية في زامبيا، فإن الموارد المالية للأسرة تتحول من التعليم إلى الصحة. وحيث أن الفتيات هن المسؤولات عن المهام الموكولة للإناث تقليديا - الطهي والتنظيف والتمريض - فمن المتوقع أن يتسربن من المدرسة لرعاية الفرد المريض.
على المستوى العالمي، كان هناك حوالي 5 مليون شاب يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية في عام 2008. وفي زامبيا، عند الاعتقاد في أن فتى أو فتاة مصابة بالفيروس، فإنهم لا يرسلونهم إلى المدرسة. وهذا النقص في التعليم يؤدي إلى حلقة مفرغة من عدم المساواة بين الجنسين، ومزيد من الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية والفقر. وعندما لا تحصل الفتيات والنساء على التعليم، فإنهن لا يستطعن الاستقلال عن الرجال، وعندما لا تتعلم الفتيات كيفية الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، فإنهن يكن أكثر عرضة للإصابة به.
ومن الثابت أننا لا نعيش بعد في عالم عادل وخال من التمييز: فحقوق الأطفال المهمشين في حاجة إلى الحماية على نحو أفضل. كما أن المسؤولية تجاه اليافعين هي التي تركز جهودنا نحو خلق مجتمع أكثر عدلا في حياتنا.
"سيان ماك ليود" يعيش في "بالبريجان" في أيرلندا. وهو يشارك حاليا في برنامج للتنمية الرياضية للمجتمع وتوجيه الأقران. وتجربته التطوعية في "مونجو" كانت مع بعثة "فينجال" الرياضية الزامبية. وهدف "سيان" هو العمل كخبير اقتصادي للبلدان النامية. وقال إنه يود أن يجعل العالم مكانا أكثر عدلا.