القيام بدورنا: مسؤولية وسائل الإعلام تجاه اليافعين


 "مثل هذا الدعم والحماية يستطيع أن يخفف من تعرض الأطفال للمحتوى غير اللائق، ويمنعهم من أن يستغلوا من جانب الانتهازيين من الكبار".
"الترفيه المعلوماتي" هو مصطلح طنان في عصرنا.  فالمعلومات، جنبا إلى جنب مع الترفيه، تغمر عقول اليافعين، وليس هناك إلا القليل من الطرق لتنقية ذلك قبل استيعابه.  فالعنف، والجنس، والتحيز الاجتماعي، واللغة العدوانية، هي كلها  منتجات لوسائل الإعلام هذه الأيام.  إلى أي مدى يمكننا توجيه الشباب للتعرف على ما هو صحيح أو قيم فيما يرونه ويقرأونه، مع حمايتهم من الصور والأفكار المرفوضة؟
في حين أن التقديرات تختلف حسب المنطقة والثقافة، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الطفل في المتوسط في العالم المتقدم يشاهد التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر لمدة 4-6 ساعات في اليوم الواحد.  وصناعة الترفيه والانترنت تقدم مجموعة من الأنشطة التي تبدو بلا نهاية.  وإحساس اليافعين بأن العالم عند أطراف أصابعهم، يجعلهم ينسون بسهولة العالم الحقيقي حولهم، ويقضون أوقات فراغهم في مشاهدة الأفلام، وألعاب الفيديو على الإنترنت، والمشاركة في غرف الدردشة والمنتديات.

وقد أدركت المدارس والكليات إمكانات وسائل الإعلام الإلكترونية، وإمكانات المناهج الدراسية الأكثر تفاعلية.  والتعليم اليوم لم يعد مقصورا على الكتب المرجعية والفصول الدراسية، بل يتم تشجيع الأطفال على تصفح الإنترنت، واستخدام الوسائط الرقمية في عروضهم، وتوسيع معرفتهم بالكمبيوتر.  والمدارس وأولياء الأمور أيضا على وعي بالاتجاه المقلق وهو "البلطجة الإلكترونية"، حيث يتم تهديد أو تعذيب الطفل من خلال التقنيات التفاعلية والرقمية، مثل الرسائل الفورية والبريد الإلكتروني والهواتف المحمولة.  وهذه الطبيعة اللانهائية الحدود للتكنولوجيا الجديدة قد تكون ضارة بالشباب الضعيف.
الآباء والأمهات والأطفال كثيرا ما يتشاجرون بسبب استخدام الإنترنت، أو مشاهدة التلفزيون أو الأفلام أو الاستماع إلى الموسيقى.  فالوالدان يريدان حماية أطفالهم من التأثيرات السلبية، وربما يشعرون بأنهم يعرفون ما هو الأفضل بالنسبة لهم، في حين أن اليافعين يكافحون من أجل الشعور بالاستقلال.  وقرارات الأسرة ووجود خطوط اتصال مفتوحة بين المعلمين والآباء وبين الأطفال قد تضمن أن يتلقى الشباب التوجيه السليم عند مشاركتهم في هذه الشبكة الواسعة من المعلومات والخبرات.  مثل هذا الدعم والحماية يستطيع أن يشرف على تعرض الأطفال للمحتوى غير اللائق، ويمنعهم من أن يقعوا في براثن الانتهازيين من الكبار.
إن سطوة وسائل الإعلام على اليافعين لا يمكن تجاهلها أو إنكارها.  والإعلام هو الذي أعطى لنجوم الموسيقى والأفلام والرياضة هذا التأثير غير المتناسب على حياة اليافعين، الذين يعجبون بهؤلاء النجوم ويقلدونهم في كثير من الأحيان.  ولذلك فإن الممثلين والمطربين الذين لهم جاذبية وانتشار واسعين، يجب أن يهدفوا لتقديم الترفيه التعليمي أيضا - بدون الوعظ أو الملل.  على سبيل المثال فمقابل كل ثلاثة أو أربعة أفلام "خفيفة" تنتجها صناعة السينما في مومباي، يمكن أن يقابلها فيلم واحد يعمل على توصيل رسالة خاصة من أجل عالم جيد.  وقد رأينا هذا مع أفلام مثل "تاري زامين بار"، الذي يعرض قصة صبي عمره 8 سنوات يشعر بالإحباط والإهانة أثناء كفاحه في المدرسة، إلى أن يأتي معلم جديد ويكتشف أن الطفل مصاب بمرض "ديسليكسيا"، وهو خلل عصبي في التعرف على الحروف المكتوبة،  ويساعده المعلم على تحسين مهاراته التعليمية، ويغير حياته للأفضل.
إن فيلم أو أغنية يمكن أن تلهم جيلا بالتفكير بطرق إنسانية عالمية.  على سبيل المثال أغنية " We Are the World " تم تسجيلها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لأفريقيا في الثمانينات من القرن العشرين لإغاثة المجاعة في إثيوبيا.  وبعد خمسة وعشرين عاما من صدورها، أعيد تسجيلها في فبراير/ شباط 2010 بعد زلزال هاييتي المدمر الذي وصلت قوته 7.0 درجات.  وحضر عشرات من الفنانين معا لأداء هذه المقطوعة الأسطورية، بهدف جمع الأموال لمساعدة الشعب الهاييتي.  ويمكن لصناعة الترفيه والإنترنت أن يكونوا شركاء أقوياء في إشراك الشباب في مساعدة المناطق التي تعاني من الكوارث، ومعالجة العلل الاجتماعية مثل التمييز بين الجنسين وانتشار فيروس نقص المناعة البشرية.
كونك مراهق فهذا شيء صعب.  أنا أعلم ذلك فقد كنت كذلك من قبل.  وهي مرحلة الحياة التي ينمو فيها الإنسان ويصبح على وعي بذاته.  واليافعون يبحثون عن الإلهام والقبول والتوجيه خلال انتقالهم لمرحلة البالغين.  إن المشاهير لهم سطوة التأثير على عقول المتأثرين بهم، وبالتالي فإن عليهم مسؤولية أخلاقية لنقل رسائل إيجابية.  وأنا بما قد يكون لي من تأثير، فإني ألتزم بفعل ذلك من خلال كوني سفيرة للنوايا الحسنة لصندوق الأمم المتحدة للسكان.  وفي كلمات الأغنية التي أشرنا إليها:  "نحن الذين يصنعون يوما أكثر إشراقا، فلنبدأ بالعطاء".
أختيرت "لارا دوتا" بوصفها سفيرة للنوايا الحسنة لصندوق الأمم المتحدة للسكان في عام 2001.  وهي كانت قد توجت ملكة جمال الكون في مايو/ أيار 2000 في قبرص.  وكانت قبل ذلك ملكة جمال الهند، وكانت عارضة أزياء وفتاة غلاف.  وانضمت منذ ذلك الحين لصناعة السينما الهندية كممثلة.  وهي حاصلة على بكالوريوس في الاقتصاد مع تخصص فرعي في الاتصال.