بعد "قصة روان"..وزيرة حقوق الانسان اليمنية تريد حظر زواج الأطفال .



 اليمن -التغيير – متابعات:


طفت قضية "تزويج الطفلات" في اليمن للسطح مجدداً بعد وفاة الطفلة "روان" ذات الثماني سنوات بسبب محاولة معاشرة زوجها "الأربعيني" لها جنسيا ما أدى إلى تهتك أعضائها التناسلية، حسب ما تداولته وسائل إعلام، في حادثة، اكد البعض حدوثها ونفاها مسؤولون.

وتحدث سكان منطقة "حرض" جنوبي اليمن، لوسائل الإعلام المحلية بأن بسبب وفاة "روان" هو نزيف داخلي يعتقد أنه ناجم عن المعاشرة الجنسية أدى لتمزق الرحم، ودحض مسؤولون بالمنطقة المزاعم بدعوى أن الواقعة غير حقيقية.

وبقدر انتشار أحاديث عن وفاة الطفلة روان، من مدينة حرض، أياما فقط بعد زواجها من كهل يبلغ 40 عاما، كانت المشاعر مروعة لدى اليمنيين، لاسيما مع اهتمام واسع لدى وسائل الإعلام الدولية بالقصة لاسيما أنّ الأمر يتعلق بحادثة جديدة في سلسلة حوادث مشابهة في اليمن أين يسمح القانون بزواج الأطفال.

وما بين العديد من المزاعم التي تؤكد حدوثها وأخرى تفندها، أكدت وزيرة حقوق الإنسان باليمن، حورية مشهور، بأن الغضب المتنامي إزاء قضية "روان" قد يشكل سانحة لوضع الأمور في نصابها.

وقالت مشهور لـCNN: "هذه ليست المرة الأولى يشهد فيها اليمن زواج طفلة، ولذلك علينا عدم التركيز على هذه القضية دون سواها... هناك العديد من الزيجات تحدث سنويا.. وحان وقت وضع حد لهذه الممارسة."

وأضافت: "شخصيا تحدثت إلى منسق حقوق الإنسان بالوزارة في حرادة وأخبرني بأن معظم من تحدث إليهم نفوا الواقعة، وهو ما أثار شكوكه.. نعتقد بأن الناس هناك ربما يتسترون على معلومات بداعي الخوف."

وناقشت الشبكة مع عدد من السكان المحليين القضية، وزعم بعضهم، بعد طلب عدم كشف هوياتهم لدواع أمنية، بأن المسؤولين أصدروا أوامر لهم بعدم مناقشة القضية مع وسائل الإعلام، وسط محاولات فاعلة من جانبهم للتقليل من شأن الواقعة.

وقال أحدهم: يرفض الجميع الحديث عنها لأنها أمر مثير للحرج.. لكن هذا ما يفعله الفقر بالناس." ويزعم بعض اليمنيين أن ظروف الحياة تجبرهم لتزويج بناتهم لأثرياء يكبرونهن سنا.

ووصف محمد أحمد، قائد شرطة المنطقة تقارير "قصة روان" بانها "لا أساس لها من الصحة"، مضيفاً: تناقل سكان المنطقة القصة وانتشرت سريعا كالشائعة"، لافتاً إلى أن "والد" روان تم استدعائه للتحقيق ونفى الواقعة.

وتابع: عندما أتى (الوالد) أحضر معه صبية صغيرة قال إنها روان لاثبات قصته والتقطت الشرطة صورة فوتوغرافية للاثنين معا."

ومن جانبه قال الناشط أحمد القرشي، من منظمة "سياج" الحقوقية للشبكة، إنه يعكف على التحقيق حول الواقعة منذ أكثر من أسبوع إلا أن هناك الكثير من الالتباس المحيط بحقيقة ما جرى، ودعا المسؤولين الحكوميين لإبداء المزيد من الشفافية.

وأردف: "الحكومة تقول لنا أن روان على قيد الحياة وفي عهدتها فيما تقول مصادر محلية أخرى أنه جرى دفنها في سرية."

واستطرد: "الحكومة ترفض السماح لنا بزيارة الفتاة المتحفظ عليها، والأدلة بحوزتنا لا يمكن أن تثبت بأن روان توفيت ولذلك نحن بحاجة لتعاون الحكومة."

وتعتبر ظاهرة تزويج الأطفال من أكثر القضايا الاجتماعية تعقيدا، وتشير منظمة هيومان رايتس ووتش" الحقوقية إن أكثر من نصف الفتيات باليمن يتم تزويجهن في سن 18 عاما، ونحو 14 في المائة من فتيات اليمن يتزوجن قبيل بلوغهن سن 15 عاماً.

وأكدت المنظمة أنّ تزويج الطفلات يقوض حقوقهن في الدراسة ويضر بصحتهن: "الآلاف البنات اليمنيات تسرق طفولتهن ومستقبلهن بسبب إجبارهن على الزواج وهن صغيرات للغاية."

في 2009، تبنى البرلمان قانونا يحدد سن الزواج الدنيا للفتيات بـ17 عاما، لكن نوابا محافظين تحدوا مشروع القانون قائلين إنه يتنافى مع تعاليم الإسلام التي لا تحدد سنا للزواج، ولم يتم التوقيع على نص القانون.

وفي الوقت الذي تحاول منظمات حقوقية وأهلية تغيير القانون، اعتبر 100 إمام من أبرز رجال الدين في البلاد أن ذلك سيكون منافيا للإسلام.

وفي الأعوام الأخيرة، شهد اليمن حالات زواج صغيرات شكلت صدمة للعالم، ومن أبرزها قصة نجود ذات العشر سنوات، والتي أصبحت بطلة منذ عام 2008 عندما تحولت إلى محكمة في صنعاء طالبة من القاضي تطليقها وهو ما حصلت عليه بعد معركة سلطت عليها أضواء وسائل الإعلام الدولية.

وفي 2012، توفيت طفلة إثر نزيف داخلي تسببت فيه ممارسة زوجها الكبير في السن، الجنس معها، وفقا للأمم المتحدة. وفي الصيف هذا العام، جلب فيديو اتهمت فيه طفلة تدعى ندى الأهدل في الـ11 من العمر عائلتها بمحاولة إجبارها على الزواج مقابل حصول العائلة على المال، اهتمام الكثيرين. ورغم نفي العائلة للقصة حظي الفيديو على "يوتيوب" حتى الساعة على ملايين المشاهدات.