آية - طفلة واحدة من مليون طفل سوري لاجئ .


أجبر الصراع المدمر الدائر في الجمهورية العربية السورية مليون طفل على الفرار من ديارهم. وآية، البالغة من العمر ثمانية أعوام، هي واحدة منهم.
أجبر الصراع المدمر الدائر في الجمهورية العربية السورية مليون طفل على الفرار من ديارهم. وآية، البالغة من العمر ثمانية أعوام، هي واحدة منهم.
بقلم بريانكا بروثي
سهل البقاع، لبنان،  2013 .
 آية فتاة ذات ابتسامة جذابة. وهي مليئة بالحياة وتحب اللعب وموهوبة. لم تذهب آية، البالغة من العمر ثماني سنوات، إلى المدرسة منذ عامين، وهي حريصة على التعلم. وكل يوم، تأخذ دروساً في القراءة والكتابة من أختها الكبرى إيساف في خيمة مؤقتة في سهل البقاع اللبناني – وهو وادٍ مزدحم بالتدفق المستمر من اللاجئين السوريين – ولقد أصبح هذا دارهم منذ فترة طويلة جدا.

تعليم متوقف
يوضح محمد، والد آية: "آية هي الطفلة الوحيدة من أبنائي التي لم تتم تعليمهما، إلى جانب ابنتي المعاقة. ولكن الآخرين كلهم متعلمون." في الواقع، إيساف لديها شهادة بكالوريوس في علوم الحاسب الآلي.
أطفال سوريون لاجئون يعيشون في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن يتحدثون عن ذكرياتهم في وطنهم وعن تطلعاتهم.
وتقول آية: "أريد أن أصبح طبيبة حتى أستطيع مساعدة الأطفال. إذا جاءوا لرؤيتي ولم يكن لديهم مال، فسأعطيهم الدواء ووصفة الدواء وحقنة حتى يتحسنوا."
وقد تمكنت آية من الذهاب إلى المدرسة في لبنان لفترة وجيزة، ولكن الانتقال يتكلف 20 دولاراً أمريكياً في الشهر ولا يمكن للأسرة تحمله. ويعمل أشقاؤها في حقول الخضروات للمساعدة على تحمل نفقات الحياة اليومية، ولكن الأسرة تعتمد بشكل كبير على القسائم الغذائية التي تقدمها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. ولم يبق أمام آية أي خيار سوى البقاء في المنزل.
مرحلة مخجلة
بلغ عدد الأطفال السوريين الذين أضطروا إلى الفرار من ديارهم، مثل آية، مليون طفل. وقال المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك: "هذا الطفل اللاجئ رقم مليون ليس مجرد رقم. إنه طفل حقيقي حرم من منزله، وربما حتى من أسرته، وهو يواجه أهوالاً يمكننا فقط أن نحاول فهمها".
وأضاف السيد ليك: "يجب علينا جميعاً أن نتشارك في الإحساس بالعار. لأنه، في الوقت الذي نعمل فيه على التخفيف من معاناة المتضررين من هذه الأزمة، فشل المجتمع العالمي في تحمل مسؤوليته تجاه هذا الطفل. يجب أن نتوقف ونسأل أنفسنا، وبكل أمانة، كيف يمكننا الاستمرار في خذلان أطفال سوريا".
أطفال فارون وأطفال مستهدفون
انه فشل ذو أبعاد هائلة. يشكل الأطفال أكثر من نصف اللاجئين من الصراع السوري، وهناك أكثر من 768000 طفل سوري لاجئ هم دون سن 11 عاماً.
وقد وصل معظمهم إلى مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا. وقد عبر أكثر من 3500 من هؤلاء الأطفال الحدود إما غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم.
صورة خاصة باليونيسف
© UNICEF Video
يشكل الأطفال أكثر من نصف اللاجئين من الصراع السوري. وهناك أكثر من 768000 طفل سوري لاجئ هم دون سن 11 عاماً
وقد تم استهداف الأطفال المحاصرين في الجمهورية العربية السورية بعنف مروع. ووفقاً لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، فقد قتل نحو 7000 طفل خلال الصراع. ونزح أكثر من مليوني طفل داخلياً في الجمهورية العربية السورية.
وفي يوم 21 أغسطس/آب، كان هناك أطفال بين أولئك الذين ذكر أنهم قتلوا من جراء الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية بالقرب من دمشق. وقالت اليونيسف: "إن التقارير بشأن وقوع هجمات على مدنيين، يفترض بأن فيهم أطفالاً، في ضواحي دمشق تبعث على القلق العميق. ويجب حماية الأطفال، وأولئك الذين يفشلون في حمايتهم سيخضعون للمساءلة"
طفل من مليون طفل
قامت اليونيسف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بدعم ملايين الأسر المتضررة منذ اندلاع الحرب. من تسجيل المواليد وتقديم اللقاحات وخدمات الصرف الصحي والتعليم إلى المرافق الصحية، وقد قامت الوكالتان بحشد الموارد للوصول إلى المحتاجين. وتم تزويد أكثر من 222000 شخص بإمدادات المياه وتلقى ما يقرب من 167000 طفل لاجئ المساعدة النفسية والاجتماعية، وتمكن أكثر من 118000 طفل من مواصلة تعليمهم داخل المدارس الرسمية وخارجها.
هذه عملية إنسانية هائلة. ولكنها ليست كافية. فالمزيد والمزيد من الأطفال يصبحون لاجئين في كل يوم، والبلدان المضيفة تعاني.
آية تبلغ من العمر 8 سنوات الآن. وسوف تبدأ قريباً في التساؤل عن وضعها. فهي واحدة من مليون طفل سيكون عليهم فهم العواقب المترتبة على خسارتهم، إنها واحدة من مليون طفل سوري لاجئ.