نعم، الفتيات غالبا ما يواجهن عقبات هائلة، ولكن لديهن أيضا إمكانات واعدة متفردة. وهذا هو الجانب الآخر من القصة - تأثير الفتاة. هذه هي قصة الفتيات اللاتي يتم الالتفات إليهن والاستثمار فيهن، وإدراجهن في المجتمع. عندما تتلقى فتاة في العالم النامي سبعة سنوات أو أكثر من التعليم، فإنها تتزوج بعد ذلك بأربع سنوات. وسنة إضافية من الدراسة الابتدائية تعزز أجور الفتيات من 10 إلى 20%. وأظهرت الدراسات التي أجريت في 2003، أن النساء والفتيات عندما يتكسبن الدخل، فإنهن يستثمرن 90% منه في أسرهم، بالمقارنة مع 30 إلى 40% التي قد يساهم بها الرجال والفتيان. وقد أظهرت الأبحاث أيضا أن ارتفاع مستويات التعليم بين الأمهات لها معدل ارتباط هام بصحة أفضل للرضع والأطفال. نعم، هذا هو "تأثير الفتاة"، و التي بدأنا الآن فقط معرفة مساهماتها التي لا تعد ولا تحصى.
ومن اللافت حقا كيف أن الاستثمار في فتاة واحدة يمكن أن يولد موجات من التغيير تستفيد منها عائلتها وقريتها وبلدها. والفتيات في جميع أنحاء العالم يوضعن كل يوم في موضع "تأثير الفتاة" بالرغم من العقبات التي لا حصر لها في حياتهن. "سانشيتا" تبلغ من العمر 17 عاما من بنجلاديش، هي واحدة من هؤلاء الفتيات. وحيث أن "سانشيتا" كانت مولودة في براثن الفقر، فلم يكن لديها مال للذهاب إلى المدرسة أو لشراء الملابس أو الغذاء. وبفضل "التقدم الريفي ببنجلاديش" (براك)، حصلت على قرض صغير لشراء بقرة. كانت تبيع حليب البقرة، وتستخدم المال لدفع تكاليف تعليمها هي وشقيقها. وساعدتها "اللجنة" أيضا على تعلم المهارات التي مكنتها من زراعة الخضروات والاستمرار في كسب الدخل لأسرتها ولنفسها. وقصص مثل "سانشيتا" هي بمثابة منارة للأمل - ودليل ملموس على أن الاستثمار في الفتيات يمكن أن يؤدي إلى تغيير كبير اقتصادي واجتماعي. إن تأثير الفتاة هو أمر حقيقي، وأثره واسع وعميق على حد سواء.
لقد رأيت هذا التغيير يترسخ في بنجلاديش، والبرازيل، وبوروندي، وكينيا، وأوغندا، وجمهورية تنزانيا المتحدة، وبلدان أخرى لا تحصى. الفتيات في جميع أنحاء العالم يُحدثن "تأثير الفتاة" عندما تتوفر لهن الأدوات للقيام بذلك. وفي هذه اللحظة بالذات، تقوم فتيات الأعمال في الهند بوضع خطط أعمالهن، والفتيات في بنجلاديش يدرسن التمريض حتى يتمكن من تلبية الاحتياجات الصحية لأولئك الذين تم تجاهلهم إلى حد كبير، والفتيات في أوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة يتلقين التدريب على المهارات الحياتية ويحصلن على التمويل الصغير، إنهن يستفدن من الفضاءات الآمنة حيث يسمح لحلمهن أن يكبر، وبأن تترجم هذه الأحلام إلى واقع.
لكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. ومن أجل أن نعرف ما يحدث للفتيات، وأن نتتبع ما يحرزنه من تقدم أو عدمه، فنحن بحاجة ماسة إلى بيانات مصنفة حسب السن والجنس. نحن بحاجة لإظهار قيمة الفتيات وإقناع الحكومات والقرى والشركات والأسر أن الاستثمار في اليافعات هو مسعى ذكي. ويجب علينا استقدام الفتيات إلى مركز مناقشاتنا، وأن نعترف بهن كفئة سكانية متفردة، وأن نلبي احتياجاتهن الخاصة.
إن إطلاق إمكانات اليافعات يبدأ من خلال قيامنا بما يلي:
1. التوقف عن استخدام الفتيات على أنهن البنية التحتية للفقر؛
2. لا تفترض أن برامجك تغطي الفتيات، بل استهدفهن على وجه التحديد؛
3. عد الفتيات - ابحث عنهن في أرقامك؛
4. أنت لا تحتاج لتغيير إستراتيجيتك، فقط ادمج الفتيات في ما تقوم به بالفعل؛
5. تفعيل السياسات الموجودة بالفعل؛
6. الرجال والفتيان من الممكن أن يتبنوا قضية الفتيات؛
7. لا تعامل الفتيات على أنهن قضية اليوم فقط.
هذا المدخل سيعود بفوائد عديدة لعقود قادمة. إذا كان علينا أن نستثمر في الفتيات بكل إخلاص، فسوف نرى مجتمعات وأسر أقوى، واقتصادات مستدامة، وانخفاض معدلات وفيات وأمراض الأمهات، وانخفاض معدلات فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، وتقليص الفقر، ومزيد من الابتكار، وخفض معدلات البطالة، وازدهار أكثر إنصافا. إن تأثير الفتاة هو أمر حقيقي، وقوي - لكننا لن ندرك تأثيره تماما حتى نبدأ أخذه على محمل الجد وتوسيع نطاقه.
"ماريا إيتل" هي الرئيسة المؤسِسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة "نايكي"، وهي تعمل على تعزيز تأثير الفتاة - التغيير الاجتماعي والاقتصادي القوي الذي يترتب على إعطاء الفرص للفتيات. وقبل عملها مع المؤسسة، كانت تشغل أول منصب لنائبة الرئيس للمسؤولية الاجتماعية لشركة "نايكي"، وقبل ذلك عملت في البيت الأبيض، وشركة مايكروسوفت، ومؤسسة الإذاعة العامة، وشركة الاتصالات الأمريكية (MCI ).