التعليم الأساسي والمساواة بين الجنسين - الصورة الكاملة .


صورة خاصة باليونيسف
© UNICEF Malawi/2008
تلاميذ يدرسون تحت شجرة في مدرسة ميتامي جونيور الابتدائية في قرية كونثي بملاوي.‏  
إذا التقطنا صورة سريعة عن وضع التعليم في أنحاء العالم، فإن الكثير منا سيشعر بالصدمة..

 إذ تقول ‏التقديرات الحالية إن عدد الأطفال ممن هم خارج المدرسة يبلغ 93 مليون - أي أكثر من مجموع سكان ‏الفلبين. ومعظم هؤلاء الأطفال هم من الفتيات، ويعيش حوالي 80 في المائة منهم في أفريقيا جنوب ‏الصحراء وجنوب آسيا. ‏ 

ولا يزال التعليم الجيد حلماً بعيد المنال بالنسبة للكثير من أطفال العالم، بالرغم من أنه حق أساسي من ‏حقوق الإنسان الواردة في الالتزامات الدولية. ومن الأهداف الإنمائية للألفية إلى إعلان داكار، التزمت ‏البلدان مراراً بتحقيق تعميم التعليم الابتدائي وإزالة الفوارق بين الجنسين في جميع مراحل التعليم بحلول ‏عام 2015. ‏
وفي حين يقل عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس عما كان عليه في عام 2000، فإن جودة التعليم لا ‏تزال بعيدة المنال بالنسبة لملايين الأطفال الآخرين. ‏

إن معدلات الالتحاق بالمدارس في العالم آخذة في الارتفاع بسرعة. ففي خمسة بلدان نامية مثلاً، ازدادت ‏معدلات الحضور الأولية بنسبة 10 نقاط مئوية في الفترة الممتدة من عام 2000 إلى عام 2006، وبدأت ‏الفجوة بين الجنسين تضيق. إلا أنه بالرغم من هذه الأنباء الجيدة، فإن هناك الكثير الذي ينبغي القيام به. ‏وإذا أريد للأهداف الدولية للتعليم أن تتحقق، فإنه لا يجب أن يلتحق جميع الأطفال بالمدارس فقط، بل ‏عليهم أيضاً أن يكملوا سنوات الدراسة المطلوبة.‏
‏ ‏‎
إن نسبة الأطفال الذين هم في السن المناسبة للالتحاق بالمدارس الثانوية في أنحاء العالم تبلغ 60 في ‏المائة. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ينخفض هذا العدد إلى الربع. وفي هذه المنطقة، فإن عدداً ‏كبيراً من الأطفال الذين هم في سن الدراسة الثانوية يداومون في المدارس الابتدائية بدلاً من المدارس ‏الثانوية.‏

ويوفر التعليم والمعرفة المعارف والقيم والمهارات التي تشكل الأساس للتعلم مدى الحياة والنجاح المهني. ‏ويتمحور التعليم الجيد على الطفل، ويراعي الفوارق بين الجنسين، ويستهدف مختلف الفئات العمرية. وهو ‏يستند إلى منهاج دراسي يتناسب مع احتياجات وواقع جميع المتعلمين، وينتقل من خلال معلمين مدربين ‏مهنياً ومجهزين بالمواد التعليمية المناسبة. إن البيئة الصديقة للطفل هي بيئة آمنة ونظيفة ومواتية للتعلم ‏واللعب. ‏
‎ 
والتعليم إما أن يكون رسمياً أو غير رسمي، ويشمل القراءة والكتابة والحساب والمهارات الحياتية. ‏
‎ 
من المهد إلى النجاح
‏ ‏‎ 
تقليدياً، كان القلق بشأن الحصول على التعليم يتركز حول سنوات الدراسة الابتدائية، الفترة الأساسية التي ‏يتم خلالها تعلم القراءة والكتابة والحساب وغيرها من المهارات الأساسية. لكن بالرغم من ضرورة التعليم ‏الابتدائي، فإنه لا يكفي بحد ذاته. ‏
‎ 
ويبدأ الأطفال مرحلة التعلم منذ الولادة، وتعتبر السنوات القليلة الأولى من حياتهم هامة للغاية من أجل ‏تطوير مهاراتهم المعرفية واللغوية والاجتماعية والعاطفية. لذلك، فإن برامج تنمية الأطفال في مرحلة ‏الطفولة المبكرة، تشكل خطوة أساسية في المسيرة التعليمية، التي تسلح الأطفال بالأدوات التي يحتاجون ‏إليها لكي ينجحوا عندما يلتحقون بالمدرسة الابتدائية، ويضعون الأساس للنجاح في المستقبل. ‏
‎ 
إن هذا النجاح الذي يتأثر كثيراً بالتعليم الجيد في مرحلة ما بعد التعليم الابتدائي، هو حق أساسي. ويعد ‏التعليم ما بعد المرحلة الابتدائية في غاية الأهمية لتحسين المجتمعات وتحقيق المساواة بين الجنسين. ‏وتجني الفتيات منافع ضخمة من مرحلة ما بعد التعليم الابتدائي، تتضمن مهارات تُترجم إلى العمل ‏والتمكين. بالإضافة إلى ذلك، هناك ارتباط بين التعلم بعد المرحلة الابتدائية، والحصول على أسر تتمتع ‏بصحة أفضل، ومعدلات خصوبة أقل. إلا أنه على الرغم من فوائد التعليم الثانوي المتعددة، لا تكمل أربع ‏فتيات من بين خمس فتيات في أفريقيا هذا التعليم.‏
‏ ‏‎ 
المساواة بين الجنسين في التعليم ‏‎ 
بما أن الفتيات لا يتمتعن بالمساواة في التعليم، فإن المساواة بين الجنسين ليست سوى حلم وهمي. ولكن ‏أبعد من مجرد وجود تكافؤ فرص في الحصول على التعليم، فإن المساواة الحقيقية بين الجنسين تعني أن ‏تراعي المدارس الفوارق بين الجنسين، وتشجع على المساواة في المشاركة والتمكين. ‏

ويتطلب تحقيق المساواة بين الجنسين التكيف على نحو متساو مع احتياجات ومصالح الفتيات والفتيان، ‏وتهيئة بيئة مدرسية ملائمة لكلا الجنسين، وكفالة تمثيل المرأة على قدم المساواة في المناصب التعليمية ‏والإدارية والقيادية. ‏

إن معادلة المساواة بين الجنسين معادلة قوية. ومن خلال الجمع بين الحق في التعليم والحقوق ضمن ‏التعليم، نستطيع إحقاق الحقوق من خلال التعليم. وفي الواقع، تعد المساواة بين الجنسين عاملاً أساسياً في ‏الاستراتيجية الرامية إلى وضع حد للتمييز بين الجنسين وتحقيق العدالة في المجتمعات. ‏

-  اليــو نســف