المدارس في جميع أنحاء الأردن تمنح الأمل للأطفال السوريين اللاجئين .

 الأطفال السوريون اللاجئون الذين يعيشون في المناطق الحضرية في الأردن يتمكنون من مواصلة تعليمهم والتطلع للمستقبل.
 تقارير - إربد - الأردن- 2013  .
حنين البالغة من العمر أحد عشر عاماً ترتب بفخر أعمالها الفنية على أرضية غرفة المعيشة. وتعكس رسوماتها ذات الألوان الزاهية أوقاتاً سعيدة. 
  قصة حنين، 11 عاماً، التي نزحت من وطنها في الجمهورية العربية السورية، وتعيش الآن في الأردن. إن تمكنها من مواصلة تعليمها يمنحها الأمل في هذه الأوقات العصيبة.   
تقول حنين: "إنني أحب أن أرسم الأشياء التي حدثت في سوريا لأنني يمكنني بذلك التعبير عما يكنه قلبي. وأنا أستمتع بذلك لأنه يذكرني بالوطن."
مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في الأردن
تركت حنين وأسرتها منزلهم في جنوب مدينة درعا، الجمهورية العربية السورية، قبل 14 شهراً، عندما وصلت الحرب إلى أعتاب دارهم. وانتهى بهم المطاف في شقة في مدينة اربد الصاخبة في الأردن، إلى الجنوب مباشرة من الحدود السورية.
وقصتهم هي قصة مألوفة. فقد لجأ حوالي 450,000 سوري في الأردن. خمسة وسبعون في المائة منهم يقيمون في المناطق الحضرية.

الحصول على التعليم
القدرة على مواصلة التعليم هي المفتاح لمستقبل أطفال مثل حنين. وبدعم من اليونيسف، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي وألمانيا، تقوم وزارة التربية والتعليم بتوفير التعليم المجاني لهم.
صورة خاصة باليونيسف
© UNICEF Video
وصلت حنين مع أسرتها إلى إربد، الأردن، منذ 14 شهراً، بعد أن فروا من النزاع. يعيش حوالي 75% من نحو 450,000 لاجئ سوري في المجتمعات الحضرية.
وفي المناطق التي تتركز فيها الأسر السورية، تعمل المدارس الأردنية بنظام الفترتين لاستيعاب الأعداد الهائلة من الأطفال السوريين الذين يحتالجون إلى مواصلة تعليمهم. وتدعم اليونيسف تقديم التعليم لأكثر من 31,000 طفل سوري في المجتمعات المضيفة، في حين أن هناك، في الواقع، 100,000 طفل سوري بحاجة إلى الالتحاق بالمدرسة.
ويقول نائب ممثلة اليونيسف في الأردن، ميشيل سرفادي: "إن الأطفال السوريين، مثلهم مثل أي طفل آخر في العالم، لهم الحق في التعليم. لقد عانوا من محنة عميقة. وبالنسبة للكثيرين منهم، فإن العودة إلى المدرسة، هي بمثابة بارقة أمل ".
يؤكد والد حنين، عمار أبا زيد، على أهمية مواصلة ابنته وأبنائه الثلاثة لتعليمهم. ويقول: "أهم شيء بالنسبة لهم هو إكمال تعليمهم. لقد ظل بعض الأطفال خارج المدرسة لمدة سنة أو سنتين.
ويضيف "اذا استمروا بدون تعليم، فإن الجيل الجديد سيكون أمياً."
متطوعون يصلون إلى المجتمعات السورية
بالنسبة للأسر السورية التي عانت من الصراع والنزوح، فإن الوصول إلى بلدة غريبة قد يكون أمراً مربكاً. وقد تكون معرفة الخدمات المتاحة واحد من تحديات كثيرة.
وقد قامت منظمة إنقاذ الطفولة بالاردن، التي تعمل مع اليونيسف، بإنشاء شبكة من المتطوعين تتنقل من الباب إلى الباب في بلدات في جميع أنحاء البلاد للوصول إلى الأسر السورية والمساعدة على تسجيل الأطفال في المدارس. كما يتم تقديم معلومات حول الصحة وحماية الطفل وخدمات أخرى متاحة للاجئين.
صورة خاصة باليونيسف
© UNICEF Video
في هذه المجتمعات، ما زال العديد من الأطفال السوريين يبحثون عن وسيلة للدخول إلى النظام التعليمي المكتظ. وهناك أطفال أكثر وأكثر يصلون كل يوم.
راوية المساعيد، واحدة من المتطوعين، يحفزها الدعم الذي استطاعت هي وغيرها من المتطوعين تقديمه. وتقول: "عندما نربط الأسر مع المدرسة، فإن مجرد رؤية النتائج الجيدة تشجعني على المجيء في اليوم التالي وبذل المزيد من العمل."
ويضم المتطوعون أردنيين وسوريين، وتكون لديهم غالباً معرفة جيدة بأماكن عيش الأسر. وفي شهر واحد، نجح المتطوعون في تسجيل 1000 طفل في المدارس في إربد.
توسيع نطاق التغطية يعتمد على التمويل
في المجتمعات الحضرية في مختلف أنحاء الأردن، ما زال العديد من الأطفال السوريين يبحثون عن طريقة للدخول في نظام التعليم المزدحم للغاية – وهناك أطفال أكثر وأكثر يصلون كل يوم. ولكن، توفير الأماكن والمعلمين والكتب والمرافق هي أمور مكلفة للغاية.
ويقول السيد سرفادي: "يمثل التمويل تحدياً كبيراً بالنسبة لنا. فالحكومة تتحمل بالفعل فوق طاقتها بالنسبة لتكاليف التعليم، ولذا فإن اليونيسف تغطي تكاليف تعليم السوريين في المدارس العامة.
واضاف: "إن المهم هو تلقي التمويل في الوقت المناسب لتوسيع نطاق عملياتنا".
وفي مدرستها المؤقتة، يمكن لحنين على الأقل أن تركز على حلمها وعلى المستقبل. وتقول: "عندما أكبر، أريد أن أكون فنانة - لأن هذه هي هوايتي."
وتضيف: "عندما أعود إلى سوريا، آمل أن أعود إلى أصدقائي ومدرستي وبيتي وأن يعود كل شيء إلى ما كان عليه."