تقرير منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة 38 بلداً أوفت بأهداف عام 2015 المحدّدة لمُناهضة الجوع

المنظمة تُشيد بالبلدان التي حققت أهداف الألفيّة ومؤتمر القمة العالمي للغذاء.
الصورة: ©FAO/Roberto Faidutti
محصول طماطم معروض للبيع في سوق بغانا. 

  روما -- أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO" اليوم أن ثمانية وثلاثين بلداً تمكّنت من تحقيق الأهداف الدولية المطروحة في الحرب على الجوع، بتدوين نجاحات قبل انتهاء المهلة المحددة في نهاية عام 2015.

وقال المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا أن "هذه البلدان أضحت في موقع الطليعة صوب مستقبل أفضل، ودلّلت على أن الإرادة السياسية القوية والتنسيق والتعاون قادرة على إنجاز تخفيضات سريعة ودائمة في مستويات الجوع".


واستحث غرازيانو دا سيلفا جميع البلدان على مواصلة الزخم، بهدف الاجتثاث التام للجوع تماشياً مع تحدي مبادرة "صِفر جوعاً" التي أطلِقت في عام 2012 على يد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.


وأضاف أن "الجوع على الصعيد العالمي تراجع في غضون العقد المنصرم، لكن هنالك 870 مليون شخص مازالوا يواجهون نقص الغذاء؛ ويعاني ملايين آخرون من عواقب نقص الفيتامينات والمغذيات المعدنية، ويتضمن ذلك انتشار تقزُّم النمو في صفوف الأطفال".
وقال المدير العام لمنظمة "فاو": "لا بد من مواصلة جهودنا، إلى أن يصبح بمقدور الجميع أن يحيوا حياةً مُنتِجة وينعموا بصحة جيدة". 


قصص نجاح:

 وتمكّن عشرون بلداً من الإيفاء بهدف الألفيّة الإنمائية الأوّل (MDG-1)، لخفض عدد الجياع خلال الفترة بين 1990 - 1992   و2010 - 2012، في حدود الهدف المتفق عليه عام 2000 من قِبل المجتمع الدولي في إطار الجمعية العامة للأمم المتّحدة.
بل وأشادت المنظمة بجهود 18 بلداً إضافيّاً لنجاحها في بلوغ كِلا هدف الألفيّة الأوّل، وهدف مؤتمر القمة العالمي للغذاء (WFS) الأكثر صرامة، لتنصيف العدد المطلق لِمَن يعانون نقص الغذاء والتغذية في غضون الفترة بين 1990 - 1992  و 2010 - 2012.

 
وطُرِح هدف مؤتمر القمة العالمي للغذاء عام  1996 أولاً، حين اجتمع 180  بلداً بمقر منظمة "فاو" في العاصمة الإيطالية لبحث السبل والوسائل الكفيلة بإنهاء الجوع.


وحُدِّدت البلدان التي أوفت بهدف الألفية الإنمائية الأوّل لتقليص الجوع، على النحو التالي: الجزائر، والأردن، وأنغولا، وبنغلاديش، وبينان، والبرازيل، وكمبوديا، وكاميرون، وتشيلي، والجمهورية الدومنيكة، وفيجي، وهندوراس، وإندونيسيا، وملاوي، وجزر المالديف، والنيجر، ونيجيريا، وبانما، وتوغو، وأوروغواي.


أمّا البلدان التي أوفت بهدفي الألفية الإنمائية الأوّل ومؤتمر القمة العالمي للغذاء، فهي: الكويت، وجيبوتي، وأرمينيا، وأذربيجان، وكوبا، وجورجيا، وغانا، وغيانا، ، وقرغيزستان، ونكاراغوا، وبيرو، وسان فينسنت وغرينادينز، وساموا، وساو تومي وبرينسيب، وتايلند، وتُركمانستان، وفنزويلا (الجمهورية البوليفارية...)، وفيتنام.


والمقرّر أن تُكرَّم هذه البلدان في مراسم رفيعة المستوى بمقر منظـمة "فاو" يوم 16 يونيو/حزيران، في غضون الاجتماعات التي تدوم أسبوعاً لمؤتمر المنظمة العام بوصفه الجهاز الرئاسي الأعلى لديها.


ملايين ما زالوا جياعاً ؟

  غير أنه طبقاً لتقرير المنظمة "حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم، 2012"، تعيش الأغلبية العظمى من جياع العالم ويبلغ عددهم 852 مليوناً، في البلدان النامية -- ويشكّلون 15 بالمائة من مجموع سكانها -- بينما يقطن 16 مليون شخص مِمَن يعانون نقص الغذاء البلدان الصناعية.

في الوقت ذاته، بالرغم من الاتجاه العام لتراجُع الجوع والنجاحات الوطنية المحرَزة إلا أن الجوع لم ينفكّ يسجل ارتفاعاً في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة.

وتؤدّي الزراعة دور المحور في توفير الغذاء، إذ أن ما يتجاوز 70 بالمائة من فقراء العالم يقيمون في مناطق ريفية ويعتمد معظمهم مباشرة أو غير مباشرة على الزراعة كمورد للرزق. لذا يمثِّل رفع الإنتاجية الزراعية أحد العناصر الفائقة في زيادة إمكانية تدبير الغذاء.

وأكد المدير العام لمنظمة "فاو" جوزيه غرازيانو دا سيلفا أن إشارات الالتزام المتزايد من جانب العديد من البلدان لإنهاء الجوع وسوء التغذية بالاعتماد على الزراعة والتنمية المستدامة تأتي كعلاماتٍ جِد مشجعة... وأيضاً لمشاركتها في البرامج الإقليمية التي استُلهِمت من التحدي الذي طرحه الأمين العام للأمم المتحدة بإطلاقه مبادرة "صِفر جوعاً".