مدارس جديدة في مخيمات جديدة في إقليم كردستان العراق تجلب آمالا جديدة للاجئين السوريين
© UNICEF Iraq/2013/Niles |
(من اليسار إلى اليمين) آية وبشارة، كلتاهما 12 عاماً، أصبحتا صديقتين حميمتين عندما وصلتا إلى مخيم باهركا. آية تحلم بأن تصبح مهندسة. |
اربيل، العراق، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2013 - لقد مر شهران تقريباً منذ أن قامت الحكومة في إقليم كردستان العراق بفتح حدودها لقبول اللاجئين الفارين من الصراع الدائر في الجمهورية العربية السورية. وقد عبر حوالي 63000 سوري الحدود منذ منتصف أغسطس/آب.
وفي منتصف شهر سبتمبر/أيلول ، وقد أوشك العام الدراسي على أن يبدأ في مخيمين للاجئين في إقليم كردستان العراق، تتحدث لاجئتان سوريتان - فتاة وبالغة – تعيش كل منهما في مخيم، عن حياتهما في المخيمين.
15 سبتمبر/أيلول 2013 - جاءت عديلة، 15 عاماً، إلى هنا مع والديها وسبعة إخوة وأخوات، تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و19 سنة.
وقد كانت رحلتهم مفاجئة. فقد ساروا إلى الحدود، ومعهم فقط الأشياء التي يستطيعون حملها.
وقد كان التعود على ظروفهم الجديدة صعباً، وتضاعف التوتر بسبب مقتل شقيقهم الأكبر في الصراع.
وبالنسبة لعديلة وأشقائها، الذين يعانون من الحزن والارتباك، الإحساس بالوقت شديد الوطأة.
وهي تقول: "لست سعيدة ولا يوجد أي شيء للقيام به."
العمل الرئيسي للأطفال هو جلب الماء، وهي مهمة تنطوي على استخدام الجراكن والقيام بعدة رحلات يومياً إلى المضخة، في الحر الشديد. وتعاني الأسرة من صعوبة الحصول على ما يكفي من الطعام.
وتقول عديلة: "لا يوجد طعام يكفي الجميع، ولا نستطيع شراء أي شيء لأنه ليس لدينا مال."
تتم المحادثة عبر مترجم. وعندما يبتعد لخطوات لإجراء مكالمة هاتفية، تجتمع أخوات عديلة والعديد من الفتيات الأخريات حولنا، ويبدأن في شد ملابسهن. وعندما يعود المترجم، يفسر ما يحاولن قوله.
ويقول: "ليس لديهن ملابس. لقد جئن بسرعة كبيرة ولم يجلبن أي شيء. لا ملابس ولا مال ولا طعام، لا شيء. وهن يرتدين نفس الملابس منذ شهر".
من المقرر أن يبدأ العام الدراسي قريبا في كاويرغوسك، وبالنسبة لعديلة هذا هو المفتاح إلى تحسين الحاضر، فضلاً عن الحصول على مستقبل أفضل.
وتقول، وهي تمسح الدموع من عينيها: "أنا أحب المدرسة كثيراً، لأنني أريد أن أساعد والدي ووالدتي."
ثم تستعيد عديلة رباطة جأشها بسرعة، وتقول إن أسرتها ممتنة جداً للحفاوة التي تلقتها أسرتها في العراق. وعلى الرغم من أن الأمور صعبة الآن، إلا أنها تعرف أنها لن تستمر دائماً على هذا النحو.
وتقول بابتسامة خجولة: "يوماً ما أود أن أصبح رئيسة للعراق."
© UNICEF Iraq/2013/Niles |
تطوعت نرجس إبراهيم – وهي نفسها لاجئة – للمساعدة في الجهود المبذولة لفتح مدرسة جديدة لاستيعاب 150 طالباً في مخيم باهركا للاجئين. وتعمل معلمة في المدرسة. |
16 سبتمبر/أيلول 2013 - نرجس إبراهيم، 29 عاماً، تتميز برباطة الجأش وتتحدث الإنجليزية بشكل دقيق – لأن لديها درجة في اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق.
هذا الصباح، في مخيم باهركا للاجئين، ترتدي قميصاً يميزها كأحد المتطوعين الذين يعملون مع الأطفال في المخيم.
يبعد باهركا مسافة قصيرة بالسيارة عن أربيل، على طريق ريفي متعرج تصطف على جانبيه حقول القمح. ويقع المخيم في ساحة مصنع سابق للخرسانة، وهي بناية ضخمة تجعل الخيام التي أصبحت الآن موطناً لآلاف الأشخاص تبدو صغيرة للغاية.
وهذا الصباح، اصطفت على مدخل المخيم مركبات الزائرين، وكان الأطفال ينتظرون بحماس لتحية مجموعة من المسؤولين المحليين، بما في ذلك شريك اليونيسف مؤسسة البارزاني الخيرية. ولقد أتى الزائرون هنا للاحتفال بافتتاح مدرسة جديدة سوف تستوعب 150 طالباً.
نرجس هي واحدة من أسباب إمكان فتح المدرسة. فقد انضمت إلى العديد من المتطوعين السوريين الذين ساعدوا على ضمان إنشاء المدرسة، وضمان أن الأطفال الذين يعيشون هنا يمكنهم اكتساب الإحساس بالحياة الطبيعية الذي توفره الفصول الدراسية.
نرجس سعيدة بحياتها الجديدة. وتقول إنها لا تفتقر إلى أي شيء، وأن لديها حرية أكثر مما كان لديها في الماضي.
وتقول: "أنا أستمتع بحياتي هنا أكثر من سوريا. فعلى مدى ثلاث سنوات، لم أتمكن من الخروج على الإطلاق. وكنت أبقى في المنزل وأشاهد التلفزيون. في ثلاث سنوات لم أكن أرى أي شي."
تفتتح المدرسة في 22 سبتمبر/أيلول، وعندها ستكون نرجس في الصف، تحافظ على التقاليد السورية وتشجيع أحلام الأطفال وطموحاتهم.
وتقول: "المجموعة لطيفة جداً. وأنا أستمتع بالتجربة. وأريد أن أعمل كمدرسة".
- اليو نيسف